"من يهن يسهل الهوان عليه.. ما لجرح بميتٍ إيلام"..

بالأمس القريب، أحد السعوديين تزوج فتاة مصرية بموافقتها وموافقة أهلها ـ على سنة الله ورسوله ـ ولأنها لم تبلغ السن القانونية فقد تصدرت مفردة "سعودي" أغلب الصحف المصرية: "القبض على سعودي تزوج قاصرا مصرية"!

والأدهى والأمر أنها تصدرت الصحف السعودية!

وأمس هذا، نشرت الصحف المحلية خبر سفاح ينبع.. المجرم اللعين الذي قتل ضحاياه بصورة بشعة.. لكن صحافتنا المحلية ـ يا للهوان ـ لم تذكر جنسيته.. ولا من أي دولة هو.. ولا من أي منفذ جاء إلينا؟!

لم تكشف أي معلومات أخرى عن هذا المجرم.. كل ما قامت به هو نشر البيان الرسمي.. ونقطة آخر السطر!

لماذا السعودي وحده هو الجدار القصير في كل محاضر الضبط والوقوعات اليومية؟

لماذا جميع الصحف العربية تتجرأ على السعودي وتبرز أخطاءه وكأننا أمام هولاكو العصر الجديد؟

أية جريمة ـ مهما كان حجمها ـ يكون السعودي طرفا فيها تطير بها الصحف.. بل ولا أبالغ لو تصادف مرور السعودي جوار مسرح جريمة لخرجت الصحف تقول:" سعودي يمر جوار جريمة يرتكبها مجرم من جنسية عربية"!

لماذا الصحف العربية تلاحق السعوديين بالعدسات والمكبرات والفلاشات؟

والله لو كان "سفاح ينبع" سعوديا ارتكب جرائمه في القاهرة أو دمشق أو بيروت لوجدتنا جميعاً مانشيتا رئيسيا في صحيفة الأسبوع المصرية ـ أو مثيلاتها ـ يقول:" القبض على سفاح سعودي ارتكب جريمة بشعة نهار رمضان"!

في بعض دول العالم بعض الصحف أقوى من الحكومة.. وفي دول كثيرة جدا رئيس التحرير أبلغ أثراً من مجموعة وزراء.. إن لم يكن للصحافة دور مؤثر شجاع ومساند لبقية السلطات وتحفظ قيمة المواطن في الداخل والخارج، فستعود للخلف وتصبح السلطة العاشرة جوار المجلس البلدي!