أسعدني كثيرا وأنا أقرأ اسم أحد كبار الأدباء، واثنين من إصداراته حاضرا في قاعة الدرس، حيث كتب د. علاء الدين رمضان في صفحته على "فيس بوك": (لم أكن مقتنعا أبدا بتناول قصة الحاوي خطف الطبق لنجيب محفوظ، عن القصة القصيرة الموجهة لطلابي بكلية العلوم والدراسات الإنسانية بالسليل، وآثرت أن استبدل بنجيب محفوظ الأديب المميز: إبراهيم مضواح الألمعي، فاستمددت من روايته جبل حالية نموذجا فيه مقارنة بين بيئتين من وجهة نظر الدنيا، فيقارن الكاتب بين المدينة ببهرجتها ومظاهرها التي تأسر وجدان ابن السورجة، وتدفعه للمقارنة بين المدينة بأضوائها وبهرجتها وعالمها المحتشد بالناس والأضواء والحركة والأسرار، ويعرض عمر بن السورجة ملامح من مشاعره المتلاطمة التي تتصارع في نفسه، وفي الوقت نفسه ينبئ عن رؤيته للسورجة التي تقف على النقيض من المدينة تماما في كل مظاهرها (إبراهيم مضواح الألمعي: جبل حالية. إصدارات دائرة الثقافة والإعلام، حكومة الشارقة 2009)، كما تناولت المحاضرة قصة (السمكة الحائرة) من مجموعته (حديث الرخام) وجعلتها مدخلا للحديث عن الأليجورية وبناء لغة النص الإبداعي والتجاوزية الدلالية وقياس نسبة الفنية في صوغ النص، وأبدى الطلاب تفاعلا حقيقيا مع النصوص، خاصة أنني جعلت المقطع الروائي مناسبا للدخول إلى وجدانهم البيئي، وهو المدخل الذي هيأهم للتلقي، إضافة إلى البنية الرمزية، فبدأ الطلاب يتجاوبون مع القصة بشكل مميز ابتداء من اقتراح عنوان مناسب للنص، والإجابة عن سؤال: (ماذا حدث)، وحتى التفسير الاستبدالي واستشفاف أو تصور واقع مناظر يصلح مسقطا لإسقاط الدلالة النصية عليه. إبراهيم مضواح الألمعي أديب مميز جدير بأن تدرس أعماله ضمن المقررات الدراسية واستخدام نصوصه نماذج رفيعة تطرح على الطلاب السعوديين بيئات قريبة يعايشونها وتحمل مشاعر ووجدانات مشتركة). انتهى ما كتب د. علاء الدين ليضيف إلى قناعتي أضعافها من القناعات والأمنيات أنه لا بد من حضور تلك الأسماء التي رهنت زهرة الشباب بين المحابر وعلى امتدادات الورق. الأستاذ والناقد والروائي إبراهيم مضواح الألمعي جدير بأن يحضر في قاعة المحاضرات، فلم يعمل ليل نهار على إصدار ستة عشر كتابا، ما بين السير والروايات والقصص لتكون حبيسة الرفوف يغشاها تراب النسيان، كما فعل بأدباء الوطن، لا بد أن يكون حاضرا ومعه من كبار الأدباء ورموز الثقافة في الوطن يحضرون أسماء راسخة دائمة في مناهج الطلاب، يتعرفون على رموز وطنهم وأدبائه بالطريقة التي تجعلهم يحلقون في الأذهان وينالون ذات الحضور الذي ناله شكسبير، وأجاثا كريستي، وابن زيدون، وأبو العلاء المعري، وكل هؤلاء.

آن لهم أن يشاركهم المبدعون في الحضور في المناهج، وفي فهارس الكتب وبحوث الباحثين..الألمعي ومعه أسماء لامعة على امتداد خارطة الوطن.. صفحات من بحث وبضع ساعات من خطة دراسية أبسط ما يقدم لهم.