في عام 2011 أطلقت المملكة برنامج المشروع الوطني للتعرف على الموهوبين، بمشاركة ثلاث جهات حكومية هي: وزارة التربية والتعليم، ومؤسسة المللك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، ومركز القياس الوطني، الذي أسفر ـ وفقا لإحصائية على موقع "موهبة" ـ عن قبول أكثر من 27 الف طالب وطالبة من أصل 158 ألفا رشحوا للبرنامج.

إن كان هدف البرنامج فقط هو التعرف على الموهوبين، فأعتقد أن 3 سنوات كفيلة بأن يحقق هدفه، ولكن ماذا بعد التعرف؟ هل لدى البرنامج خطوة أخرى لرعاية هؤلاء الموهوبين والتوسع في إنشاء المدارس لهم؟ أم أن الهدف فقط هو الحصول على إحصائية لنفاخر بها في وسائل الإعلام بأن نسبة الموهوبين لدينا تمثل كذا....؟!

وطالما أن الحديث عن الموهوبين، دعوني أستعرض نموذجا حيا لطفلة موهوبة تدعى "مجد عسيري" تعلمت اللغة الإنجليزية من الأفلام التعليمية، وهي لم تتجاوز الثامنة من عمرها، وسجلت نفسها على خارطة الإبداع كأصغر مدربة للغة الإنجليزية.

هذه الطفلة الموهوبة نشرت أكثر من 50 دورة تدريبية على موقع "يوتيوب"، وأبهرت أكثر من 5 قنوات فضائية تنافست على استضافتها.

تحدثت معها ومع والدها الأستاذ محمد عسيري، وعرفت منه أن الفضل يعود بعد الله لأسرتها التي تبنت موهبتها، وسخرت لها كل الإمكانات حتى إنه أنشأ لها فصلا داخل المنزل؛ كي تقوم بتدريس أطفال الجيران، وتحول الفصل فيما بعد إلى أكاديمية منزلية.

وأنا أتحدث مع مجد استحضرت قول المتنبي: "إذا كانت النفوس كبارا.. تعبت في مرادها الأجسام"؛ فعمر الطفلة العقلي أكبر بمراحل من عمرها الزمني، ومستوى الطموح لديها عال جدا على الرغم من أنها لم تجد التشجيع من المجتمع سوى أسرتها، وفوجئت بأنها لا تعرف أين يقع مركز الموهبات الذي يفترض أنه يعنى بأمثالها.

في ختام حديثي معها قالت لي: "سجلت مسيرتي وطموحي على مقطع مرئي، وآمل أن توصله إلى وزارة التربية والتعليم"؛ أجبتها وأنا على يقين: "ليس بصعب، سأذيل به مقالي، واعتبريه وصل".

https://www.youtube.com/watch?v=mjDhEKpu9dE&feature=youtube_gdata_player