شجرة عتيقة تتفرع أغصانها كاتبة في الهواء: الله، حبة بطاطا على شكل لفظ الجلالة، سحابة يشكلها الهواء، ورويدا رويدا تكتب: الصمد، قوقعة على شكل: سبحانك، دم شاة يسيل ويتجمد كاتبا: رحيم، قشرة موزٍ تيبست راسمة بجفافها لفظ: الله، كاميرا تلتقط صورة لمحرقة إطارات تطاول دخانها وخطّ: الحيّ، وكذلك لقي أحدهم جلد أفعى متيبسا له ذات الشكل فالتقط له صورة، إلى آخر المطاف مما يقدم عبر اليوتيوب والهواتف وشبكات التواصل، مما يظن أصحابه أنه الدليل القاطع على إثبات وجود الله سبحانه وتعالى، ولا أظنها تدل إلا على قلق مرسلها وحاجته لتطمينات هزيلة الروح من هذا النوع، تطاول ينقصه الحذر والخشوع اللازمان، وكأن الحياة، هذا الكتاب الكوني الجميل لا يكشف في كل سطر غير مائل، أو في كل عبارة تامة، أو في كل كلمة لم ينلها خطأ مطبعي، عن موجد الوجود وتجليات قدرته؟!

أي معجزة هذه التي يتبجح الإنسان باقتناصها ليقدم دليله؟!

الله الواحد الأحد الفرد الصمد الخالق القادر المهيمن متكشف الوجود في أبسط الأشياء، في كل ما في الطبيعة من اتساق وصخب، هو أقرب إلينا حتى من فكرة وجوده في عقولنا وقلوبنا، إن ما يحتاج إلى تزوير أدلة، ولَيّ أذرعٍ هو عدم وجود الله، لا وجوده المتمثل في كل حي وجماد، كفانا هذرا، لحظة تأمل تكفي.