أحكمت قوات روسية قبضتها على القرم أمس رغم تحذير أميركي لموسكو بأن ضم المنطقة الأوكرانية الجنوبية سيغلق باب الدبلوماسية في مواجهة متأزمة بين الشرق والغرب. وكانت سيطرة القوات الروسية على شبه الجزيرة الواقعة في البحر الأسود تمت دون إراقة دماء لكن التوترات تتصاعد بعد قرار جماعات موالية لموسكو في القرم ضم المنطقة لروسيا.

وبدأت عملية السيطرة على القرم بعد أيام من مغادرة الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش للبلاد الشهر الماضي. وأطيح بيانوكوفيتش بعد مظاهرات استمرت ثلاثة أشهر احتجاجا على قرار التخلي عن اتفاق للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي من أجل علاقات

أقوى مع روسيا.

وفي أحدث تحرك مسلح قال المتحدث باسم حرس الحدود الأوكرانية، أوليه سلوبوديان، إن الروس سيطروا على موقع حدودي أوكراني على الطرف الغربي للقرم واحتجزوا نحو 30 جنديا بداخله.

وقال المتحدث إن القوات الروسية تسيطر الآن على 11 موقعا حدوديا في القرم التي كانت تابعة لروسيا والتي يتمركز فيها الأسطول الروسي في البحر الأسود وتعيش بها أغلبية ناطقة

بالروسية.

من جانبه بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأزمة في أوكرانيا والاستفتاء المقرر إجراؤه في القرم في اتصالين هاتفيين مع المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بحسب ما أعلن الكرملين أمس.

وقال الكرملين إن بوتين وميركل وكاميرون "تبادلوا وجهات النظر حول جهود المجتمع الدولي الممكنة بهدف ضمان استقرار" الوضع في أوكرانيا.

وأكد مسؤول في البيت الأبيض أمس أن رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك سيزور واشنطن هذا الأسبوع لإجراء محادثات بينما تتزايد التوترات.

وأعلن ياتسينيوك عزمه السفر إلى الولايات المتحدة في وقت سابق أمس خلال اجتماع حكومي في كييف.

وفي سيمفروبول المدينة الرئيسة بالقرم خرجت مسيرات مؤيدة وأخرى مناهضة لروسيا.

واحتشد نحو 300 من المعارضين لخطط تدعمها روسيا لانفصال القرم حول نصب تذكاري لبطل قومي ورفعوا بالونات بألوان علم أوكرانيا.

واحتشد نحو 2000 مؤيد لروسيا في ميدان لينين وقاموا بالتصفيق مرددين أغاني تعود للعهد السوفيتي.