الحروف الهجائية هي أول دروس مادة لغتي للصف الأول سواء بنين أو بنات، وهي مقسمة على فصلين دراسيين يعطى الطالب في الفصل الدراسي الأول ثمانية عشر حرفا وفي الفصل الثاني يعطى العشرة المتبقية، كل هذا التقسيم والتوزيع غايته من أجل أن يتعرف الطالب على الحرف ويرسمه وينطقه نطقا صحيحا سليما بحركاته المختلفة (الفتحة – الكسرة – الضم – التنوين – الشدة) وهو يتطلب جهدا وتعاونا بين المدرسة وأسرة الطالب لضمان إتقان كتابته ونطقه بشكل صحيح وخاصة أن هناك أحرفا متشابهة في كتابتها مثل (الدال والراء) وأخرى متشابهة في نطقها مثل (القاف والكاف).
تغيير ترتيب الأحرف الهجائية جاء من قبل وزارة التربية والتعليم لأسباب نفسية وتربوية، بمعنى أن بداية الأحرف أصبحت تبدأ بالميم فالباء، وذلك حتى يكون الحرفان الأولان مرتبطين بلقب الوالدين (ماما – بابا)، ونحن إذا كنا سننظر للأمر من خلال الزاوية العاطفية أي بالقبعة الحمراء، كما أسماها إدوارد بونوا مبتكر التفكير عبر القبعات الست، فلن يجدي نفعاً مقالي، أما إذا نظرنا إليه من خلال زوايا أخرى تضمن لنا الوصول للهدف الرئيسي فإن إعادتها لما كانت عليه ستكون هي الأفضل وذلك للمبررات التالية :
1- هناك معاناة يتحملها المعلم جراء ذلك التنظيم الحديث وذلك لتباعد الأحرف القريبة رسماً التي يسهل على الطالب معرفتها إذا كانت قريبة (ج ح خ)، (ب ت ث)، و( رز د ذ) فإذا أخذوا اليوم حرف (ح) ثم جاؤوا بعد أسبوعين وبعد عدد من الأحرف ودرسوا حرف الـ(ج) فإن هناك فجوة وتباعدا يصعب على الطالب استذكارها وهذا مجرب شخصيا.
2- التناغم والتناسق النطقي بين الترتيب الأول أفضل من ناحية سهولة حفظها على شكل أناشيد ممتعة وهادفة وهذا مؤكد ومجرب.
3- تقارب الأحرف المتشابهة أسهل من تباعدها وذلك لأن النقاط تساعد على التفريق غالبا أو الهمزة كما في الكاف واللام، بخلاف إذا ما كان اجتمع فيه تغيير الشكل وبعد الحرف المشابه.
ملاحظتي أتت من مسافة قريبة من الطالب لذلك أرى ضرورة إعادة ترتيب الأحرف الهجائية إلى ما كانت عليه، خاصة ونحن نهدف في الصف الأول لتأسيس القاعدة العلمية التي ينطلق منها الطالب طوال حياته، وكلي أمل في توجيه يصدره وزيرنا الأمير خالد الفيصل بإعادة النظر في هذا المقترح ودراسته والتأمل فيه.