أنت هنا في هذا العالم، حيث الضجيج البشري المتنامي دوليا، وتفاقم الأوضاع على المستوى العربي واستمرار الأخبار المأساوية في الشرق الأوسط. أنت تعيش في دائرة سوداء ومحاط بالسلبية من كل اتجاه، وكل هذا يؤثر على نفسك ومشاعرك وسلوكك ويصنع منك كتلة من الغضب والتوتر، ثم تجد نفسك وسط مجتمع من الحزانى والمحبطين، وتستمر هذه الفوضى.

لكن ماذا لو وجدت رجلا يقول لك إن هناك طريقا آخر غير هذا الذي تسلكه، أجمل وأكثر راحة، وأسلوبا آخر للتفكير قد يخرجك من هذا العالم المأساوي إلى عوالم من الأمل والسكينة؟. ماذا لو وجدت رجلا يتجاوز بك أساليب الوعظ التي اعتدت عليها في منابر المساجد وبرامج "التلفزة" منذ أن كنت طفلا حتى إنه لم يعد لها تأثير على تلقيك، إلى مساحات جديدة من التفكير وتطبيقات عملية والكثير الكثير من الوعي.

قد لا يكون الدكتور صلاح الراشد هو أول من تبنى علوم التنمية الذاتية وكتب عن الطاقة والتفكير الإيجابي والذكاء الروحي وتطرق إلى عالم المشاعر والوعي واللاوعي في العالم العربي، فهناك الكثير ومنهم الدكتور علي الوردي، الذي تطرق إلى هذا الجانب فلسفيا، وهناك إبراهيم الفقي، وطارق السويدان وغيرهم، لكن الراشد نقل هذه العلوم إلى العربية وطورها وأحدث تأثيرا ملموسا على أرض الواقع.

جمع الراشد في أساليبه بين تقديم المعلومة المنقولة من الثقافات الأخرى، تحديدا تلك التي جاءت من الغرب بعد تطور هذه العلوم في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ودعمها بما يناسبها من القرآن والسنة والتراث الإسلامي، بما يؤكد أن العلم الإنساني في مجمله واحد، وأن هذه العلوم هي في أصلها قوانين كونية وجزء لا يتجزأ من الدين الذي حمل للناس الرحمة والحب والسلام والحث على التغيير.

ليس المقام هنا لذكر مآثر الراشد ولا للتسويق لما يفعله، وهو الذي لديه الكثير، ولكني وجدتها فرصة لأتقدم له بالشكر الجزيل على ما يقدمه وكل من حذا حذوه من الرجال والنساء ممن خصصوا جزءا من حياتهم لتعليم الناس الحب والسلام والامتنان والتحكم بالمشاعر والتفكير بإيجابية في عالم تغلفه السلبية والإحباط. شكرا دكتور صلاح الراشد يا سيد الوعي.