في خطوة تهدف إلى نزع فتيل الأزمة التي نشبت بعد قرار إقالة رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر، اللواء سليم إدريس، جرى الاتفاق بين رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا، والقادة العسكريين الخمسة في الأركان، وقائد الجبهة الجنوبية، ورئيس المجلس الثوري العسكري في درعا، على تقديم وزير الدفاع أسعد مصطفى استقالته إلى رئيس الائتلاف، واعتبار نوابه في حكم المستقيلين.

وفي المقابل يتقدم إدريس باستقالته من رئاسة هيئة الأركان العامة، على أن يعمل مستشارا لرئيس الائتلاف للشؤون العسكرية، إضافة إلى توسعة المجلس العسكري الأعلى وزيادة عدد أعضائه.

وفي تصريحات إلى "الوطن"، أكد رئيس المجلس الوطني السوري السابق والقيادي في الائتلاف برهان غليون، صحة هذه الأنباء، مشيرا إلى أن من شأن هذا الاتفاق أن ينهي الأزمة، وقال: "الطريقة التي تم بها عزل إدريس كانت غير صحيحة، ولم تراع تاريخ الرجل وإسهاماته العسكرية المقدرة، وما تم أخيراً هو تصحيح للخطأ، والرجوع إلى الحق كما يقولون فضيلة، وأعتقد أن تلك الأزمة قد كتبت آخر سطورها بهذا الاتفاق الشجاع". ومضى غليون للمطالبة بعدم الاكتفاء بتلك الخطوة، وانتهاز فرصة الأجواء الإيجابية التي تجمع بين القادة العسكريين حالياً للقيام بإعادة هيكلة المجلس العسكري.

وقال: "لا ينبغي أن نختزل القضية في من يكون رئيس هيئة الأركان، بل إن المهم هو إعادة هيكلة المجلس العسكري على أساس القوى الفعلية الموجودة على الأرض، وذلك حتى نضمن تمثيل كافة الفصائل والألوية بصورة أفضل، كما أن هناك هدفا رئيسا آخر لا بد من الاهتمام بتحقيقه، وهو ضرورة تدريب مقاتلي الجيش الحر بصورة متقدمة؛ حتى يكونوا أكثر قدرة على مقارعة النظام وتحقيق التفوق على الأرض.

عملية التدريب مهمة لأن المقاتلين ليسوا محترفي قتال، بل هم ثوار لا بد من رفع مقدراتهم القتالية".

واسترسل غليون قائلا: "الواقع على الأرض تغير في الفترة الأخيرة بعد دخول مقاتلين أجانب آخرين لمساعدة النظام، في مقدمتهم فيلق بدر العراقي، إضافة لميليشيات حزب الله اللبناني، وأبي الفضل العباس، واستلام قيادات الحرس الثوري لزمام الأمور على جبهات القتال، إذ باتوا هم المسيطرون فعليا على القرارات العسكرية".

وعن إمكانية تغير الموقف الروسي مما يجري في سورية، على خلفية الأزمة في أوكرانيا، قال: "موسكو لا تريد إتمام تسوية سياسية في سورية، بل على العكس تهدف إلى التصعيد، وتجهض أي محاولة لإيجاد حلول سلمية".

ويفسر ذلك الرأي بقوله "روسيا تعتقد أن بإمكانها ملء الفراغ الاستراتيجي الذي وجد خلال العامين الماضيين على الساحة الدولية، نتيجة لتردد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في اتخاذ قرارات حاسمة تنهي الأزمة في سورية، بل وصل بها الأمر حد استفزاز واشنطن عندما رفضت تزويد الثوار بأي أسلحة، مع أنها تقدم كافة أنواع الأسلحة والعتاد للنظام. والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يراهن على قدرته في تحقيق هذا الهدف، إلا أن المؤشرات تؤكد أن واشنطن بصدد تغيير استراتيجيتها في سورية بصورة تامة، تضمن لها استعادة كرامتها المهدرة".