جاءت حروف الزميل خالد الفاضلي على الجرح، حين كتب عن تسميات المناطق، منتقداً التصاق كلمة "حدود" بالجزء الشمالي من "الوطن" لتكون "الحدود الشمالية" رغم أنها جزء من الحدود وليست كلها، ورغم أنها لا تملك أي منفذ حدودي "سالك" يربطها بالدولة المجاورة، فلديها منفذان معطلان..!
كلمة "الشمال" توصف بها عدة مناطق تشترك مع "الشمالية" في اتجاه البوصلة، إلا أن كلمة "حدود" لا ترتبط إلا بالمساحة الواقعة بين "شعبة نصاب" مروراً بـ"رفحاء" ثم "العويقيلة" و"عرعر" و"حزم الجلاميد" وصولاً إلى "طريف".. وهي التي تحاول الخلاص منها لتكون "المنطقة الشمالية" مثل "المنطقة الشرقية" أو معايشتها بصدق بامتلاكها منافذ حدودية على دول الجوار.
الزميل خالد الفاضلي مؤمن بأن "لكلٍ من اسمه نصيب" وبأن "الأسماء سعد" كما تقول العرب، لذلك كتب مقالاً في "الحياة" بعنوان "الحدود الشمالية.. والأسماء سعد"، وقال فيه: "يؤلمني أن يكون جزء من بلادي متورطاً بمسمى "الحدود الشمالية"، رغم أن مساحتها أكثر من 127 ألف كيلومتر مربع، تستوعب قرابة نصف مليون نسمة، وماتت أهميتها بسبب توقف خط نقل النفط "التابلاين"، ويربكني مسماها؛ لأنه واضح الإشارة والمرارة لمصلحة التحييد والإقصاء".
وعلى ذكر "خط التابلاين".. كانت مطارات مدن الحدود الشمالية تحفل برحلات دولية إلى عمان وبيروت حين كان "النفط" يسري في أنابيبها، وهي اليوم تتسول هيئة الطيران والخطوط السعودية لزيادة رحلاتها الداخلية.. وعلى ذكر الرحلات الدولية.. احتفلت القصيم وحائل والجوف باستقبال الرحلات الدولية، بينما تصيح مدن الشمالية من قلة رحلاتها الداخلية، وتستجدي من يربطها بأطراف "الوطن" أو على الأقل يمنحها حقها من الطرق السريعة التي تسمع بها ولا تراها..!
وصف الفاضلي "خط أنابيب التابلاين" بأنه كان آخر آمال الشمال السعودي بمعايشة نهضة كاد يكون مقدراً لها قلب الشكل الحضاري للسعودية، ووصف مدن الشمال بأنها تعيش حالياً حال انهزام حضاري أمام مدن الكويت والأردن.. حتى أصبحت مستشفيات الأردن تحوز موثوقية لدى الشماليين وصارت الحديقة الطبية الخلفية لآلاف الحالات سنوياً، كما هي الحديقة الأمامية للسياحة الأسبوعية وليس الموسمية.
(بين قوسين)
قراءة واقع مدن الشمال بأي عين، ستضطرك إلى المطالبة بإعادة صياغة التنمية فيها.