من المؤسف أن يُستقبل شهر رمضان المبارك بالحديث عن المواد الغذائية، من حيث وفرتها وأسعارها أو التسويق لبرامج ومسلسلات القنوات الفضائية سواء كانت دينية أو اجتماعية بعيدا عن روحانيات الشهر الفضيل والاستعداد للأعمال والعبادات المختلفة.

الخط الآخر في هذا العام على صعيد النقاش، هو كأس العالم الذي تنطلق أدواره النهائية مع مطلع شهر رمضان، حيث يتسمر عشاق المجنونة أمام الشاشات حماسا واستمتاعا بمشاهدة كرة قدم نظيفة من حيث أداء المنتخبات المميزة في الأصل وغيرها ممن أثبتت نفسها وخالفت التوقعات، كذلك متعة النقل التلفزيوني الاحترافي الذي يشعرك في بعض الأحيان بأنك في حلم أو واحد من الجماهير في الملعب.

بعيدا عن حسناوات وعجائز مدرجات المونديال، فإن الكرة ومتابعتها أرحم بكثير من عجاج الفضائيات في رمضان، من برامج مكررة ومسلسلات مستهلكة بالوجوه الشاحبة نفسها، رغم أطنان الأصباغ وورش التجميل، فيا ليت كأس العالم يقام سنويا وينطلق مع غرة شهر رمضان حتى تصوم الفضائيات نهارا وليلا، ومعه تزداد فرص تأهل منتخبنا الوطني للمونديال للمرة الخامسة والسادسة والسابعة.

مونديال البرازيل يختتم في منتصف شهر رمضان الكريم تقريبا، وردود الأفعال سوف تتواصل إلى نهاية الشهر، وبهذا سوف تسجل الفضائيات أرقاما متدنية في نسبة المشاهدة، وسوف يغضب المعلن ونحن نضحك لأنه الانتصار على السخف والتكرار.. شكراً كأس العالم وتقبل الله من الجميع صالح أعمالهم، والعبادة في رمضان تجمعنا.