كشفت مصادر مطلعة أن "حزب الله" قام خلال الفترة الماضية بإنشاء مطار عسكري صغير في سهل مدينة بعلبك البقاعية، بعد أن بدأ منذ أسابيع باستخدام أسلحة وصواريخ جديدة في عملياته العسكرية داخل سورية. والأهم من هذا استخدامه طائرات استطلاع من نوع "مرصاد1" و"مرصاد- 2". كما أقام مخازن وأنفاقا سرية معززة بالحراسة بعد أن أشرف خبراء إيرانيون على حفرها. كما نقل مؤخراً صواريخ متطورة إلى منطقة يبرود مثل "سجيل" و"بركان" ليخوض بها المعارك هناك.

ولتسليط الضوء على الأهداف التي تقف وراء إنشاء المطار يؤكد الكاتب والمحلل السياسي اللبناني جورج شاهين، تداول معلومات موثوقة منذ فترة طويلة عن امتلاك حزب الله 14 طائرة إيرانية الصنع، جرى نقلها إلى لبنان بطريقة أو بأخرى، حيث تم تجميعها في بيروت. ويذكر شاهين هنا ببدء استعمال حزب الله الطائرات العسكرية عند إرساله طائرة "أيوب" في الصيف الماضي للتحليق فوق الأراضي الإسرائيلية. وقال: "لذلك ليس من المستبعد أن يقوم الحزب بإنشاء المطار الجديد، لا سيما أن له مطارا آخر في البقاع الغربي على مقربة من الأراضي الخاضعة لقرار الأمم المتحدة 1701، حيث تنتشر القوات الدولية، أما المطار الثاني فهو الذي أشير إليه مؤخرا في سهل بعلبك".

ويواصل شاهين حديثه، مشيراً إلى معلومات مؤكدة عن استلام خبراء إيرانيين هذه الطائرات في لبنان منذ عام 2011، ويقول "حزب الله يمتلك طائرات منذ 3 سنوات، وللتأكيد على هذه المعلومة يجب أن نتذكر أن حوادث متعددة وقعت سابقاً وجرى الحديث عن حركة طائرات مجهولة المصدر في سماء لبنان بعد التأكد من أنها ليست إسرائيلية. وكان هناك كلام سابق لم تقم السلطات بالتأكد منه للأسف الشديد، حيث قيل إن أول طائرة استطلاع إيرانية وضعت في تصرف حزب الله في عام 2004، أي قبل اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري بعدة أشهر. وخلال تلك الفترة جرى الإبلاغ عن طائرات قامت بجولات استطلاعية فوق سماء لبنان كله، وبعدها اتهم حزب الله بالسعي لتضليل عمل المحكمة الدولية بعد نشره أفلاما ادعى سرقتها من طائرات إسرائيلية. لذا ليس جديداً الحديث عن امتلاك حزب الله هذه التقنية".

وبطبيعة الحال يطرح الكشف عن هذه المعلومات عددا من الأسئلة حول جدوى هذا السلاح وانعكاسه على الداخل اللبناني، حيث يقول شاهين: "خلال الفترة الماضية جرى الحديث عن قيام طائرة استطلاع صغيرة بالتحليق لعدة ساعات فوق منزل الرئيس التنفيذي للقوات اللبنانية سمير جعجع، وكذلك القصر الجمهوري نفسه، لذلك من الطبيعي أن ينكر حزب الله امتلاكه لهذه التقنية، لأن استخدامها فوق سماء لبنان لأهداف تتصل بالعمل السياسي يعد جريمة".

وختم شاهين بالقول "يخوض حزب الله اليوم معركة في كافة الاتجاهات، في الداخل السوري، ومع اللبنانيين أنفسهم. وهو مستعد لاستخدام هذه الأسلحة في كل الاتجاهات".