أوضح عضو الهيئة العامة للثورة السورية ومدير مركز القلمون الإعلامي عامر القلموني في حديث إلى "الوطن" أمس، طبيعة المعارك الشرسة التي خاضها الجيش الحر في منطقة يبرود، في صد الهجوم الذي استهدف السحل وغيرها من قبل قوات الحرس الجمهوري التابعة لنظام بشار الأسد وقوات حزب الله اللبناني وعناصر فيلق بدر العراقي المدعوم من الرئيس العراقي نوري المالكي، الذي دخل المعركة مؤخراً وفقد أعداد كبيرة من مقاتليه بلغت 80 قتيلاً حتى الآن، إضافة إلى قتلى حزب الله، بينما بلغت حصيلة الجرحى 350 جريحا. وقال: "منذ بداية الشهر الجاري بدأ دخول عراقيين من فيلق بدر إلى أرض المعركة، بعد فشل حزب الله في تحقيق انتصار موعود لبشار في يبرود، ومن المفارقات أن بعض مقاتليه ضلوا طريقهم ووصلوا عن طريق الخطأ إلى مواقع تسيطر عليها فصائل المعارضة. صحيح أن الدور الرئيسي في المعركة لميليشيا حزب الله المدربة بشكل أفضل، إلا أن الاستعانة بفيلق بدر فرضته عدم القدرة على تحقيق نصر كانوا يتصورون سهولته".
وقلل القلموني من أهمية التقدم الذي حققته قوات الأسد في منطقة "السحل"، وقال: "هذه المنطقة كانت خالية ولا يدخلها الثوار، كما لا توجد بها قوات نظامية، والتقدم المزعوم فيها لا يعني شيئاً، وهي منطقة مكشوفة تشرف على تلة تتمركز فيها مواقع ثابتة لجيش النظام، وأي تحرك للثوار في محيطها يعني أنهم سيكونون هدفاً سهلاً لقوات النظام التي يمكن أن تبيدهم في دقائق معدودة. لذلك لا يبدو مهماً مسألة التقدم في السحل".
وعن التوقعات المحتملة لسير المعركة، قال "المعركة التي جرت كبيرة، وتكبد فيها الجيش النظامي خسائر فادحة هناك، حيث لقي ضباط من قوات الأسد وقياديون في حزب الله وفيلق بدر حتفهم في المعركة، ووصلت خسائرهم حتى الآن إلى 80 قتيلا، بينهم عقيد في الحرس الجمهوري يدعى معد بدري، والنقيب أحمد أبو الخير، المعركة الآن مفتوحة وستتواصل، والنظام حتماً لن يستطيع تحمل هذه الخسائر الكبيرة التي مني بها حتى الآن، ومن المعروف عسكرياً أن أي قائد عسكري يخوض معارك على الأرض يضع في حساباته سقفاً للخسائر، وإذا ارتفع هذا السقف بصورة كبيرة فليس أمامه سوى الانسحاب من أرض المعركة". وأضاف "ليس باستطاعة النظام الاستمرار في هذه المعركة بعد الخسائر التي تكبدها".