لا أعرف كيف يفكر مسؤولو التسويق في بعض الشركات؟، وهم يمطرون الجميع بسيل جارف من إعلاناتهم المزعجة، على الأصعدة كافة، ومختلف القنوات الإعلامية.
إعلانات متنوعة من كل نوع ولون تقتحم حياتنا اليومية، فهم لم يكتفوا بإعلانات الشوارع والقنوات الفضائية والصحف اليومية، وحتى الرسائل القصيرة في الهواتف الجوالة، التي يبدو أن استمرارها بمثل هذه الكثافة يجعلنا نتساءل عن موقف شركات الاتصالات عن هذا الأسلوب المزعج من التسويق؟، بل تجاوز الأمر إلى إرسال موادهم التسويقية بواسطة أرقام مجهولة عبر برنامج الاتصالات الشهير: "الواتس آب"! دون أن يعلم هؤلاء أن الضغط المتواصل من الإزعاج التسويقي قد يؤثر سلبا على صورة المنشأة نفسها ومنتجاتها، ويجعلها عرضة للإعراض التام، والموقف السلبي من المستهلك.
ثم دع عنك التسويق الإلكتروني بمختلف أنواعه، كنوافذ التسويق الإلكترونية أو رسائل البريد الإلكتروني العشوائية، أو عبر حسابات "توتير" الشهيرة، فهي تبقى في نهاية الأمر داخل جهازك الذكي أنت، ولا تعرضك أو منزلك للخطر!، وذلك عندما يقوم البعض بالتسويق لمنتجاته عبر "البروشورات" والملصقات التي توزع أو تلصق على أبواب المنازل والشقق السكنية، دون اكتراث لخصوصية المنزل، ودون اهتمام بالتشويه المتعمد للمظهر الخارجي، بل إن مكمن الخطورة هنا هو: زيادة احتمالية تعرّض المنزل للسطو في حال بقاء "البروشورات" فترة طويلة أمام الباب، إذ لا يزال مسلسل توزيعها مستمرا؛ رغم وجود قرار سابق لوزارة الداخلية وإمارات المناطق بمنع مثل هذا الأسلوب التسويقي، فمن أمن العقوبة أساء الأدب.
أعرف أن التسويق ليس مهما فقط للبائع، بل لجمهور المستهلك، فمن خلاله نتعرف على أنواع وخصائص وأسعار السلع والخدمات، وليس لدي مشكلة مع التسويق المنطقي، الذي يستهدف فئات محددة، ولكن مشكلتي مع هذا التسويق الجائر، الذي أعتقد أن أفضل تسمية له هو: "التسويق بالغصب" وهو ما لا أفهمه، وأعتقد أنني لن أفهمه!.