يحرص العديد من أبناء المدينة المنورة على الخروج للتنزه كلما سنحت الفرصة خاصة في الإجازات، وتعتبر أماكن تجمعات المياة، وبقايا السيول أماكن مستهدفة لهم، ولكنهم يقتربون أحيانا من برك مياه راكدة قد تتسبب في أخطار صحية، في الوقت نفسه حذر متخصص في الشؤون البيئية من جلوس الأسر بالقرب من مياه الصرف الصحي الراكدة.
ورصدت "الوطن" خلال جولتها في المتنزه البري بالمدينة المنورة تجمع العديد من الأسر الذين حضروا بأطفالهم أمام مستنقع مياه كبير غير أبهين بالتحذير الذي وضعته الجهات المعنية بعدم الاقتراب من المنطقة.
ويعتاد بعض أهالي منطقة المدينة المنورة الجلوس على ضفاف مجرى السيل، الذي تستخدمه الآن هيئة الصرف الصحي كشبكة لتوزيع المياه المعالجة على المزارع المحيطة بمنطقة الغاية التي تقع شمال غرب منطقة المدينة، وتبعد عن المدينة حوالي 20 كلم تقريباً.
ورصدت "الوطن" خلال جولتها لوحات إرشادية من المديرية العامة للمياه، تحذر فيها المتنزهين بعدم السباحة، وتفيد بأن المياه غير صالح للشرب.
وقال الموطن أحمد الحربي أن "أبنائي يحبون المكوث قرب المسطاحات المائية، ولأن المدينة لا يوجد فيه بحر، مع انقطاع الأمطار هذه الفترة، أصبحنا نتبع مجرى السيول لعلنا نجد شيئاً من بقاياها".
وقال حسن باخش إن "منطقة الغابة هي المتنفس الوحيد لنا لقضاء الإجازات"، وطالب الجهات المختصة بتوفير وسائل ترفيه للمواطنين في الحدائق العامة، ومواقع مناسبة للعائلات.
هذا وحاولت "الوطن" التواصل مع فرع وزارة المياه والكهرباء في المدينة المنورة، إلا أنها مع عدة زيارات واتصالات لم تتمكن من الوصول للمسؤولين فيه.
مؤكداً أنها تشكل خطورة على الصحة العامة، وسبب رئيس لأمراض الصدر والحساسية.
وعلق عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة في المدينة المنورة الدكتور ريان الصيدلاني قائلا لـ"الوطن" إن "المياه الراكدة الناتجة عن فيضان المجاري العامة، أحد المخاطر البيئية الحقيقية، مبيناً أن تجمع مياه الأمطار على المسطحات الأرضية، أحد العوامل الرئيسة التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار كسبب لكثير من الأمراض الميكروبية التي تشكل خطرا حقيقيا على الصحة.
وأضاف أن المياه "الراكدة" تمثل مجمعا للأوبئة، تتكاثر فيها الحشرات الضارة، والناقلة للعدوى، كما أن الروائح والغازات المنبعثة منها تشكل خطرا، مطالبا الجهات المعنية بالقيام بدورها لسحب تلك المياه، وإبعادها عن التجمعات السكانية.