خطط صاحبنا لرحلته الصيفية مبكرا، حصل على تأشيرة الدخول قبل أشهر، جهز حقيبة ضخمة من الملابس والمستلزمات، كل هذا بناء على تجربته السابقة؛ فهو يسافر للوجهة نفسها كل عام!.
قد يكون صاحبنا راضيا باختياره السياحي الذي يتكرر كل حول، فهو يحقق له الاسترخاء المطلوب، ولا يحتاج حجوزات سكن وتنقل مسبقة، ولا يكلفه مزيدا من الأموال، لكن كيف لا تمل نفس صاحبنا العودة إلى نفس المكان، وتكرار نفس الأنشطة، التي في غالبها لا تتجاوز ما يفعله بقية المصطافين من تسوق في النهار، وسهر في الليل، بل هل حقق صاحبنا المفهوم الحقيقي للسفر والسياحة؟ أليس بالإمكان أفضل من تكرار ما كان؟.
الجواب البدهي، أنه يمكن ذلك، ولكن بشرط أن يقتنع صاحبنا أن كوكبنا الواسع مملوء بخيارات أجمل مما يتصور، من المؤكد أنها أفضل وأروع وأبهج، بل وأرخص كذلك، وهو ما وجدته في كتاب مصور كنت أتصفحه بعنوان: "1000 مكان يجب أن تزورها قبل أن تموت"!.
بالطبع لا يمكن لشخص واحد أن يزور كل هذه القائمة الطويلة من الأماكن قبل أن يموت؛ ولكن ـ حسب الكتاب ـ فإنه أعطاك لمحة عما يمكنك اختياره، بناء على رغباتك واحتياجاتك، ولو عدت إلى شبكة الإنترنت وبحثت عميقا، لوجدت باقة لا تصدق من المواقع المتنوعة، حتما سوف تتوق نفسك لزيارتها، فمن غابات ومتنزهات واسعة، إلى مواقع تاريخية وقلاع عريقة، إلى شواطئ ومنتجات راقية، هناك الكثير لتفعله وتسعد برؤيته.
لا تحصر نفسك في مكان واحد لا تتجاوزه، فالمعمورة عامرة بالكثير والمشوق، فلم لا تبدأ اليوم بكتابة قائمتك أنت؟ بما تريد زيارته والوقوف عليه، لتضرب عدة عصافير في آن واحد، فهي تحقيق لهدف وضعته لنفسك، ومعرفة تضاف إلى رصيدك دون أن تشعر، والأهم أنها مغامرة سياحية جديدة، تبهجك لحظتها.. وتبقيك طوال عمرك تتأمل صور ذكرياتها.