ندد حرس الحدود الأوكراني أمس بأن عسكريين روس لا يزالون يصلون بكثافة إلى القرم في انتهاك للاتفاقيات الدولية. وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، حطت 10 مروحيات و8 طائرات نقل روسية في القرم من دون إبلاغ أوكرانيا وفقا للاتفاقات المبرمة بين البلدين بشأن وضع الأسطول الروسي في البحر الأسود والمتمركز في القرم، والتي تنص على الإبلاغ المسبق عن تحركات مماثلة لقوات قبل 72 ساعة من حصولها.

كما أعلن مسؤول أوكراني أن روسيا وجهت انذارا للقوات الأوكرانية في القرم ودعتها للاستسلام.

ومنذ الأول من مارس الحالي، دخلت أربع سفن حربية روسية تابعة لأسطول البلطيق أيضا إلى مرفأ سيباستوبول، بحسب المصدر نفسه.

وقد سيطر جنود مجهولو الهوية ينشطون لحساب السلطات الموالية لروسيا، على جزء من القرم، ويحاصرون الجنود الأوكرانيين في ثكناتهم.

وشبه جزيرة القرم التي كانت بيد الاتراك، احتلتها روسيا في نهاية القرن الثامن عشر. وكانت تنتمي في بادىء الأمر إبان الاتحاد السوفياتي، إلى روسيا قبل ضمها إلى أوكرانيا في 1954.

وقد زادت روسيا وجودها في القرم بواقع 6 آلاف جندي بحسب وزارة الدفاع الأوكرانية.

واحتل محتجون مؤيدون لروسيا الطابق الأول لمبنى الحكومة الإقليمية في مدينة دونيتسك بشرق أوكرانيا أمس.

وقالت مصادر في المركز الصحفي الموجود في الطابق الرابع من المبنى المؤلف من 11 طابقا إن المحتجين احتلوا الطابق الأول ولكن لم يتمكنوا من الصعود لأن المصاعد معطلة وأبواب السلالم مغلقة.

ويرفع المبنى العلم الروسي بدلا من الأوكراني منذ ثلاثة أيام بينما كان محتجون يرفعون أعلام روسيا يحشدون لمظاهرات في الخارج.

وحث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون روسيا على تجنب القيام بأي تحركات يمكن أن تزيد من تدهور الوضع في أوكرانيا.

وصرح بان كي مون في مؤتمر صحفي سبق الاجتماع المقرر مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "أدعو روسيـا الاتحادية إلى الامتناع عن القيام بأي أعمال يمكن أن تزيـد من تصعيد الوضع".

من جانبها أعلنت رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة في كلمة إلى الأمة أمس أن روسيا، "باحتلالها" القرم، أعلنت الحرب لا على أوكرانيا فحسب بل كذلك على الولايات المتحدة وبريطانيا الضامنتين لسيادة البلاد.

وصرحت تيموشنكو في شريط فيديو نشر على موقعها على الإنترنت بأن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين يدرك جيدا أنه عبر إعلانه الحرب علينا، فإنه يعلنها كذلك على ضامني أمننا أي الولايات المتحدة وبريطانيا".

وضمنت روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وحدة أراضي أوكرانيا عام 1994 عند تخلي أوكرانيا عن الأسلحة النووية.

وأضافت تيموشنكو "لا أعتقد أن روسيا ستخرق هذا الخط الأحمر. وإن فعلت فستخسر".

يأتي ذلك في وقت عقد فيه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعا استثنائيا في بروكسل على خلفية تطورات الموقف في أوكرانيا والعمل على بلورة موقف مشترك بخصوص التعامل مع روسيا.

وقال وزير خارجية اليونـان فينيلوس إيفنجليس الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية الأوروبيـة، إنه لا تنازل عن وحدة وسيادة وحرمـة تراب أوكرانيا، موضحاً أن الرسالـة التي ستوجه إلى روسيا ستكون رسالة حزم حول هذه المبادئ إلى جانب عدم غلق باب الحوار. وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيج روسيا من "عواقب وثمن" التدخل في أوكرانيا.

وقال هيج في كييف "لا يمكن أن تكون هذه طريقة للتصرف في الشؤون الدولية في القرن الحادي والعشرين".

ويزور وزير الخارجية الأميركي جون كيري كييف اليوم للتعبير عن دعم واشنطن للسلطات الانتقالية في هذا البلد في مواجهة "احتلال" روسيا لشبه جزيرة القرم الذي قال عنه مسؤولون أميركيون إن واشنطن تريد معاقبة موسكو عليه.