بعد صمت طويل، اختار صاحب "بئر السبيل" التي سقطت فيها الطفلة لمى الروقي "الوطن" ليكشف عبرها وثائقه التي تثبت التزامه بالنظام، فيما يعبر عن استيائه من الكم الهائل من الانتقادات والتهم التي طالته دون تثبت، بحسب وصفه، مؤكداً على عدم علمه بمجريات التحقيقات إلا في نهاية الأمر.
كانت البداية عام 1425 حين توجه سليمان خضر العمراني بطلب رسمي لحفر بئر "سبيل" في وادي "الأسمر" جنوب محافظة حقل، حيث حصل على الموافقة الرسمية، بحسب خطاب مديرية المياه بمنطقة تبوك المؤرخ في 26 شعبان 1425، قبل أن يتم إيقافه بأمر محافظة حقل في 26 ذي القعدة 1427.
وقبل أن يواصل عبدالمجيد سليمان العمراني، الابن الأكبر لصحاب البئر، قصتهم مع البئر، قال "أستغرب بشدة الكم الهائل من الانتقادات والاتهامات التي طالت والدي دون مشاركته في جميع تلك اللجان وعدم علمه بمجريات التحقيقات التي لم يتم إطلاعه عليها إلا في نهاية الأمر".
ويستكمل العمراني حديثه، بقوله "بعد عامين من حصول والدي على الموافقة النهائية لحفر بئر سبيل وإنهائنا الحفر، تفاجأنا بإخبار والدي بضرورة التوجه إلى مركز شرطة محافظة حقل حيث تم تنبيهه بضرورة مغادرة الموقع في مدة لا تتجاوز عشرة أيام، بناء على خطاب المحافظة، وذلك بحجة أن الموقع لوزارة الدفاع، فتم التوقيع وأخذ تعهد على ذلك".
وأضاف "توجهنا إلى البئر وتم وضع "ماسورة" 3 أمتار، متران داخل البئر، ومتر واحد خارج البئر لكي تكون علامة واضحة للمارة وملفتة للأنظار وتدل على موقعه، وتم إغلاق فوهة البئر بشكل كامل عن طريق اللحام، وردم البئر بشكل نهائي، وقبل مغادرة الموقع قمنا بتحميل جميع الأدوات اللازمة للحفر عن طريق (سطحة)، وقد أدلى سائق السطحة بشهادته أمام لجنة التحقيق بأنه لم يترك شيئا في الموقع وإنما تمت مغادرته بشكل نهائي وهذه بادرة تثبت للرأي العام عكس ما أشيع ضدنا".
واستغرب العمراني ما جاء في بعض الأوراق الرسمية من انعقاد عدة لجان بعد مغادرة الموقع قبل عدة أعوام تفيد بقيام الأمانة في ذلك الوقت بثني فوهة البئر، وهي بسمك "16 بوصة" وقال: "ما هي المعدة التي لديها القدرة على ثني ماسورة بهذه السماكة؟ هذه مؤشرات على صحة كلام والدي بأنه جعل فوهة البئر بشكل طولي"، مشيراً إلى أن اللجنة قامت باستدعاء أحد أفراد شرطة حقل وهو متقاعد حالياً وأفاد بأنه لا يذكر عمليات الردم التي حصلت من قبل اللجان السابقة.
ونفى العمراني الدعوى التي تفيد بأن والده قام بحفر البئر بعد أخذ إقرار عليه بردمه وقام بسحب "التكييس" وقال: "هل من المعقول أن يرضى أحد منا على نفسه خسارة مالية كبيرة تتمثل في إعادة الحفر لاستخراج التكييس؟"، منوهاً بأنهم قاموا بمراجعة مديرية الدفاع المدني للسؤال عن سبب عدم مشاركة والده في اللجان، إلا أنهم لم يجدوا تجاوباً.
وأكد العمراني على أنهم سيتوجهون للقضاء من أجل حلف اليمين لمن أدلوا بشهادتهم في تلك اللجان، لافتاً إلى أنهم يملكون كل الوثائق التي تؤكد إخلاءهم المسؤولية عن البئر.
من جانبه، أكد المتحدث الرسمي للدفاع المدني بمنطقة تبوك، أول من أمس، عدم انتهاء التحقيقات الخاصة بالبئر، مبيناً أن نتائج تلك التحقيقات سيتم نشرها حال صدورها.