من هم الأصحاء؟.. يتبادر إلى ذهن الغالبية أن الأصحاء هم الناس الأصحاء جسمياً، وكل من لا تتوفر فيه شروط الصحة الجسمية وكل من هو غير ذلك فهو معاق، مع أنه ثبت بالدليل القاطع أن المعاق هو الإنسان الذي يظهر لك أنه سليم الجسم مع أنه لا يفقه في الحياة شيئاً، ويتصور أنه يملك رأياً بما يحدث في هذا العالم المتناقض ويتشبث برأيه إلى حد السخرية من كل الآراء المناقضة لرأيه مع أنه لا يفقه أبعد من أنفه.
هل يمكن أن يكون صحيحاً عقلياً من لا يعرف كيف يمكن أن يكون شخصاً معطاء في بلده؟
هل يمكن أن يكون صحيحاً عقلياً من لا يدرك أنه قادر على أن يقدم شيئاً ومع ذلك تراه سلبياً ينتقد أكثر مما يعمل ويعرف واجبات غيره ولا يعرف واجباته، حتى إنه يعرف حقوق غيره ولا يعرف حقوقه؟
منتخب كرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة استطاع الدفاع عن لقبه العالمي وجدد تربعه على عرش البطولة العالمية بعد فوزه على منتخب هولندا... فبالله عليكم من هو المعاق؟ من تدرب وتعب وناضل واجتهد فأثمر جهده انتصاراً عالمياً ترفع له القبعات احتراماً؟ أم الذي تصور أنه لا يشق له غبار، ووضع ألف شرط وشرطا كي يكون في الفورمة، وأن يلعب بكل طاقاته، وأن يسمع نصائح غيره، وألا يحرد أو ينتقص من قيمة من علّمه حرفاً فلم يكن له إلا مستهزئاً، وكأنه البطل الذي لا يستغنى عنه فتضيع مع أخلاقه السيئة البطولة والبطل؟
من هم المعاقون؟... الذين جالوا الملعب فرحاً بانتصار يسجل لهم ولبلادهم أم الذين يتمخترون كالطواويس وكأن الأرض الطيبة لم تنجب إلا أمثالهم فأرادوا أن يحولوها إلى أرض قحلة جرداء عاقر؟
ذوو الاحتياجات الخاصة حولوا عيد الفطر إلى عيدين في المملكة، فتمايلت الأغصان مع أهازيجهم وارتفع الموج عالياً مع ضحكاتهم وتحولت الساحات إلى منابر فرح لهذا الشعب الطيب الذي ينتظر بفارغ الصبر أبناءه وهم يحققون النجاح تلو النجاح في كل المحافل... ومريضون أولئك القادرون على انتقاد الآخرين وهم لا يعرفون ما لهم وما عليهم... بينما ذوو الاحتياجات الخاصة عرفوا تماماً ما عليهم وأنجزوه وهم بانتظار أن يعرف الجميع قدر عطائهم ويبادلوهم بالتي هي أحسن.
شكراً لهم من القلب، لأنهم أدخلوا السعادة لقلوبنا في هذا الزمن الذي ندرت فيه المناسبات السعيدة في رياضة أردناها نبراساً مضيئاً فلم تكسب ثقة المتابعين لها حتى الآن.