أعلن المجلس الوطني السوري المعارض أول من أمس عن العودة إلى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، معللا ذلك "بفشل" مفاوضات جنيف-2، التي أدت موافقة الائتلاف على المشاركة فيها، إلى انسحاب المجلس الوطني منه قبل نحو شهرين.

ويعد المجلس أحد أبرز مكونات الائتلاف، ويضم 24 عضوا من أصل 120 يشكلون الهيئة العامة للائتلاف. ويعود للهيئة العامة لهذا الأخير أن تصوت بغالبية الثلثين على عودة المجلس، بحسب ما أفاد مصدر في الائتلاف دون أن يحدد موعدا لإجراء التصويت.

وقال المجلس في بيان: "قررت الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري في اجتماعها يومي 27 و28 فبراير الماضي في إسطنبول، عودة كتلة المجلس الوطني بكافة مكوناتها إلى صفوف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية". وأشار إلى أن قراره يأتي "بعد أن أثبتت الجولتان الأولى والثانية لمفاوضات جنيف فشلهما في تحقيق أهداف الشعب السوري، حيث أثبت النظام مراوغته وإمعانه في قتل السوريين وذلك باعتراف المجتمع الدولي".

وشدد المجلس على "ضرورة تمثيل من يؤمن بأهداف الثورة"، ورغبته في "دعم وحدة المعارضة السورية ورص صفوفها بما يحقق أهداف الثورة السورية المباركة".

ميدانيا، تواصلت أمس أعمال القتال بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، وأعلن الإعلام الرسمي أن قوات الجيش قضت في كمين على أكثر من 20 مسلحا على أحد الطرق الفرعية بين الغوطة الشرقية والقلمون بريف دمشق".

يأتي ذلك، بعد يومين من كمين مشابه أوقع أكثر من 175 قتيلا في صفوف المقاتلين في الغوطة الشرقية، بحسب الإعلام الرسمي، إلا أن المعارضة وصفت ذاك الكمين بأنه "حمام دم بحق مدنيين"، كانوا يحاولون الخروج من مناطق محاصرة في الغوطة الشرقية.

ولفت المرصد السوري، إلى تنفيذ الطيران السوري "أكثر من 16 غارة" على الطريق الممتدة بين بلدة فليطة السورية، وبلدة عرسال في شرق لبنان.

وفي دمشق، أشار الإعلام الرسمي إلى إصابة "17 شخصا جراء هجوم بقذيفتي هاون على منطقة باب شرق وسط العاصمة"، فيما تحدث المرصد عن مقتل 6 أشخاص وإصابة أكثر من 12 آخرين بجروح في قصف جوي على حي الأشرفية في مدينة حلب.

في غضون ذلك، علق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، على انسحاب تنظيم "داعش" الإسلامي المتطرف من مناطق عدة في شمال سورية عشية انتهاء مهلة حددتها له جبهة النصرة للاحتكام إلى هيئة شرعية بالقول إن "ريف حلب يشكل نقطة الضعف لـ"داعش" وهم يخشون هجوما" من النصرة وبقية الكتائب المقاتلة بعد انقضاء المهلة. وأضاف أن التنظيم "اتجه شرقا، نحو بلدات قريبة من ريف الرقة"، مشيرا إلى أن مقاتليه "تحصنوا في بلدتي جرابلس ومنبج"، الواقعتين في أقصى ريف حلب الشرقي على تخوم محافظة الرقة، التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في شكل شبه كامل.

فيما قال الخبير الزائر في معهد بروكينغز الدوحة تشارلز ليستر: "يبدو أن الدولة الإسلامية اتخذت القرار الاستراتيجي بتعزيز مواقعها في شرق حلب وعلى كل الطرق التي تقود إلى (درة تاجها)، مدينة الرقة". وأضاف "يبدو أن الاستراتيجية الوحيدة المتبقية للدولة الإسلامية هي الانسحاب من حيث تجد فيها نفسها ضعيفة، والانتقال إلى مراكز قوتها".

وكان أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة التي تعد ذراع القاعدة في سورية، قد أمهل تنظيم "داعش" 5 أيام انتهت أمس للاحتكام إلى "شرع الله" من خلال هيئة شرعية تضع حدا للخلافات بين الطرفين والاشتباكات بين الدولة ومقاتلي المعارضة، الذين ساندتهم النصرة في بعض المعارك، محذرا بأنه في حال عدم تجاوبها مع ذلك، بـ"نفيها" من سورية وحتى العراق.