حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما روسيا من التدخل العسكري في أوكرانيا بعدما اتهم زعماء البلاد الجدد موسكو بنشر قوات في منطقة القرم. وقال أوباما للصحفيين في واشنطن مساء أول من أمس: "نشعر الآن بقلق عميق من تقارير التحركات العسكرية التي يقوم بها الاتحاد الروسي داخل أوكرانيا. الولايات المتحدة ستقف مع المجتمع الدولي في تأكيد أنه ستكون هناك تكلفة لأي تدخل عسكري في أوكرانيا". وأضاف أن أي خرق لسيادة ووحدة أراضي أوكرانيا سيسبب اضطرابا شديدا.
وقال مسؤول أميركي كبير إن الرئيس أوباما والزعماء الأوروبيين سيبحثون مقاطعة قمة مجموعة الثماني التي تعتزم روسيا عقدها في سوتشي هذا الصيف، إذا تدخلت روسيا عسكريا في أوكرانيا.
يأتي ذلك في وقت وافق فيه البرلمان الروسي على طلب الرئيس فلاديمير بوتين إرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا، فيما دعا قادة سياسيون أوكرانيون إلى التعبئة العامة لمواجهة التدخل الروسي.وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أنه سيزور كييف اليوم لإجراء محادثات مع الحكومة الأوكرانية الجديدة.
في غضون ذلك، قال مصدر عسكري أوكراني إن القوات الروسية سيطرت على قاعدة جوية عسكرية في شرق منطقة القرم الأوكرانية، فيما أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو: "تشعر بقلق بالغ في روسيا إزاء التطورات الأخيرة في القرم، نعتقد أن زيادة التوتر في وضع متوتر بالفعل، هناك عمل غير مسؤول على الإطلاق".
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك أن أوكرانيا رفضت الرد "بالقوة" على "الاستفزاز" الروسي بنشر عسكريين روس على أراضي جمهورية القرم التي تتمتع بحكم ذاتي.
وقال ياتسينيوك لدى افتتاح مجلس الوزراء أمس إن "وجود العسكريين الروس غير المناسب في القرم يشكل استفزازا" لكن "المحاولات لدفع أوكرانيا على الرد بالقوة فشلت".
وعد وزير الخارجية الأوكراني أندري دشتشيتسا، بأن الاتفاق مع موسكو حول وضع الأسطول الروسي في البحر الأسود "انتهك"، مذكرا بأن على روسيا أن تخطر أوكرانيا مسبقا عن تحركات جنودها وآلياتها في شبه جزيرة القرم.
ورأى وزير الدفاع أيجور بنيوك أن روسيا زادت عديد قوتها في القرم 6 آلاف رجل وأن الجيش الأوكراني يقف في حالة تأهب في منطقة القرم. ولم يذكر المزيد من التفاصيل في تصريحات للصحفيين في كييف.
وكان رئيس الوزراء الجديد في القرم سيرجي إكسونوف دعا في وقت سابق الرئيس بوتين إلى المساعدة على إعادة "السلام والهدوء" إلى القرم. وأعلن الكرملين أن روسيا لن تتجاهل طلب المساعدة الذي وجهه رئيس وزراء القرم.
وأعلن وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في طهران أمس، قراره اختصار زيارته لإيران بسبب الوضع الذي أصبح "حرجا" في القرم.
وبعد أسبوع من عزل البرلمان الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الذي تدعمه روسيا سيطر مسلحون على مطارين بمنطقة القرم أول من أمس فيما وصفته الحكومة الأوكرانية بأنه غزو من جانب القوات الروسية في منطقة تقطنها أغلبية من أصول روسية.
وأجرى مجلس الأمن الدولي مشاورات ضمن جلسة مغلقة بعد ظهر أمس في نيويورك حول تطورات الوضع في أوكرانيا والقرم.
وكان موفد الأمم المتحدة روبرت سيري الذي يزور كييف، ألغى هذه المهمة إلى القرم بسبب التوترات التي تجعل من أي زيارة إلى المنطقة أمرا مستحيلا.
ويخطط الاتحاد الأوروبي و"الناتو" لعقد اجتماعات عاجلة للتنسيق حيال مستجدات الوضع في أوكرانيا.على صعيد آخر، أعلنت أعلنت مجموعة غازبروم الروسية العامة أن المستحقات غير المدفوعة لدين أوكرانيا لروسيا عن شحنات الغاز "هائلة"، مؤكدة أن السعر التفضيلي الذي منحته موسكو لكييف قد يعاد النظر فيه.
وقال المتحدث باسم غازبروم، سيرجي كوبريانوف: "نقيم علاقات طيبة مع أوكرانيا وحركة الترانزيت تعمل، لكن يجب بالتحديد دفع (مستحقات) الغاز، في الوقت الحاضر تصل متأخرات الدفع إلى 1,549 مليار دولار".