"صابون.. طماطم.. مناديل.. رول.. وحُزن".
مسألة وقت وتكون العبارة السابقة جزءا من كتاب يتم نشره بواسطة أحد المثقفين، وعبر دار "مدارك" التي أقنعتهم – حينها ـ بأن فكرة جمع مقاضي المنزل التي يكتبونها فكرة عظيمة، وأنهم – أي المثقفين- نُخب عالية العلم لا يجب أن تصدر منهم أية جملة دون تدوينها ونشرها للعامة الذين ينتظرون تلقفها بفارغ الصبر.
هذا ما سنعاصره على الرغم من بلوغنا مُنتهى السوء الذي من مظاهره اعتقاد مجموعة من الناس الفارغين الذي يتحدثون بلغة غير مفهومة أنهم ذوو قيمة شديدة تؤهلهم أن يجمعوا جُمل عرجاء كتبوها بـ140 حرفاً في موقع تواصل على الشبكة مُضطرين، ثم يبيعونها إلى الناس في كتاب؟
هل نحن فعلاً مجموعة من السُذج؟ ونتلهف حقاً لهذا النوع من الإصدارات؟ ونتسمر بالطوابير كالبُلهاء أمام دار "مدارك" في شوق إلى أن نعرف؛ على أي أجزاء جسد حبيبته سيأكل الكاتب "الدانيت" هذه المرة؟ أم أننا لم نتشبع بعد من الفراغ الذي يظهر مرة بعد مرة في رأس أحدهم حين يتحدث، أو يكتب، لنتجاوز ذلك ونقوم بشراء الكتاب ذي الصفحات الفارغة الذي يقوم بنشره.
ربما كُنا كذلك فعلاً، ولهذا نستحق أن تجمع لنا مقاضيهم، وأجزاء من حياتهم الشخصية في كُتب تصادفنا عناوينها في معرض الكتاب القادم، "ترمي بشرر، جب معك ولاعة جديدة" على سبيل المثال.
أو "اتصلت عليك أكثر مما ينبغي"، "ما تبقى شيء من السكر"، والرائعة "كخه يا بابا – متطلبات إعداد حلوى أُم علي".
حينها سأشرع في طريق مشروعي الذي طالما حلمت به، ولن أتردد في نشر كتابي الأول الذي يتناول قضايا وجودية عالقة تحت عنوان: "جبت الحفايظ معك". فـ"سارماجوا" قد مات، و"بيكت" أسدل ستائر مسرحه، والباتلي يعتقد بأنه مثقف، ودار "مدارك" تقوم بالنشر.