أعلن الناقد الدكتور سعد البازعي انسحابه من عضوية "الصندوق الدولي لدعم الثقافة"، وأرجع انسحابه إلى انتهاء فترة اعتماده المحددة بسنتين، وعدم رغبته في الاستمرار، أو انتظار موافقة مدير عام اليونيسكو على تجديد عضويته. وقال البازعي لـ"الوطن"، إنه كان مستاء منذ البداية من قانون الانتخاب للعضوية المحددة بسنتين، وأعلن احتجاجه هذا حينه، لكن اليونيسكو ردت عليه بأن هذه آلية متبعة منذ زمن طويل، وسيبحث في إمكانية تغييرها لاحقا، وهو ما لم يحدث.
ورفض البازعي القول بعدم جدوى الصندوق، مكتفيا بالقول "إن جدواه ضعيفة"، موضحا أكثر: ميزانية الصندوق مبلغ متواضع جدا قياسا باحتياجات العالم الثقافية، فهو لا يقدم إلا مبالغ زهيدة لدعم المشاريع الثقافية والفنية في كل أنحاء العالم. وأضاف البازعي: تخيل في السنة الأخيرة تلقى الصندوق طلبات دعم من أكثر من 1500 جهة ومؤسسة، صفيت إلى 100 طلب، وطلب منا اختيار أقل من 10 طلبات، ربما تصل لثمانية، وذلك وفق معايير واشترطات، منها قيمة المشروع ، وأن يكون بإحدى اللغات المعتمدة في اليونيسكو، وأن يكون نشاطا مقنعا.
وهكذا تم الاختيار وكان من بينها طلبان عربيان لمؤسسة ثقافية في فلسطين وأخرى في مصر.
وعن أسباب ضآلة موازنة الصندوق، لفت الدكتور البازعي إلى توقف الولايات المتحدة الأميركية عن دفع حصتها في ميزانية اليونيسكو التي كانت تشكل أكثر من 15 في المئة من ميزانية المنظمة، وبالتالي بالضرورة أن ينعكس ذلك سلبا ليس على الصندوق فحسب، بل على كل نشاطات وبرامج اليونيسكو.
وعن مصير مقعده في عضوية الصندوق قال البازعي إن الأمر يعود لمندوب المملكة الدائم في اليونيسكو زياد الدريس الذي سيرشح بديلا للبازعي. وكان البازعي قد دخل مجلس الصندوق، بترشيح من مندوب المملكة زياد الدريس، والأعضاء الآخرون أيضا رشحهم مندوبو دولهم في المنظمة، باستثناء اثنين اختارتهما المنظمة نفسها بوصفهما ينتمين لدولتين عضوين، وممن عملوا أو ما زالوا يعملون مع المنظمة، وهما نورالدين ساتي من السودان، وشريف خزندار، وهو فرنسي الجنسية من أصل سوري (مدير بيت ثقافات العالم بباريس). وكان المترشحون كُثرا، ومن دول مختلفة، منها دول عربية، غير أن قرار التعيين كان بيد إدارة المنظمة، التي نظرت في المرشحين، واختارت الثمانية من دول مختلفة هي، إلى جانب السودان وفرنسا، كما أشرت: المملكة، كينيا، إيران، فنزويلا، المكسيك، التشيك، وهؤلاء يمثلون أنفسهم وليس دولهم.
إلى ذلك يُعد "الصندوق الدولي لدعم الثقافة" من القنوات التي أسستها اليونيسكو في أواسط السبعينات، لتحقيق بعض الأهداف التي أُسست من أجلها وهي: دعم الثقافة والتربية والعلوم في جميع أنحاء العالم. وبدأ مدعوما من بعض الدول دعما ماديا، لكن عمله ما لبث أن توقف بتعاقب مديري المنظمة وتفاوت اهتمامهم به، حتى جاءت المديرة الحالية إيرينا بوكوفا، فأعيد الصندوق للعمل، ولكن بصيغة مختلفة، في حين كان الصندوق يُدار من قبل موظفي المنظمة، تقرر إنشاء مجلس من أفراد معروفين باهتماماتهم وكفاءاتهم الثقافية، ومن دول أعضاء في المنظمة، ليديروا عمل الصندوق.
ويجتمع الأعضاء مرة واحدة في السنة على الأقل، وقد يجتمعون أكثر من ذلك في الحالات التي تستدعي الاجتماع، وذلك في مقر المنظمة بباريس، أما المهام الموكلة إليهم، فهي بشكل رئيس إدارة الصندوق، بما فيه وما يأتيه من موارد، وذلك حسب تقدير المجلس لطبيعة المشاريع الثقافية المطروحة أمامه من مختلف دول العالم، والتي تتقدم بطلباتها لينظر المجلس في إمكانات الدعم.