حسناً.. هل تعاني من نقص حماسك واهتمامك في عملك اليومي؟ هل تشعر بأنك محاصر ذهنياً؟ هل فقدت الإحساس بوجود تحدٍ تعمل على تجاوزه؟ هل أحسست بضمور مهاراتك ونضوب معين أفكارك؟ هل توقفت عن الاهتمام بمظهرك حين الذهاب إلى العمل؟ هل بدأت باللجوء إلى الإجازات المرضية كعذر لعدم الذهاب إليه؟

ما سبق هي أعراض عامة قد نختبر بعضها خلال فترات متقطعة من مسيرتنا الوظيفية، لكن أن تجتمع لديك ثلاثة أعراض أو أكثر منها وبشكل متواصل، فدعني أصدقك القول: لقد حان الوقت لتفكر بفرصة وظيفية جديدة، أو بمعنى آخر حان الوقت لتكتب "استقالتك"!

يتشبث الكثير بمكان عمله لسنوات طويلة، فالأجر الذي يتقاضاه مناسب، والعبء الوظيفي غير مزعج، ولكن ماذا لو كانت هذه الثمان ساعات هي جرعتك اليومية لتدمير روحك دون أن تعلم؟! ماذا لو كانت هذه الوظيفة هي مسارك السريع للبؤس والشقاء؟! البعض يحاول تجاوز هذا المأزق بالاستمرار بطرح الأفكار الجديدة ومحاولة تغيير المهام الوظيفية، ولكن صدقني لا يمكنك المضي في حرب خاسرة لن تتغير نتيجتها مهما حاولت، لذا قدم استقالتك؛ فإن كنت ذا أهمية لرب العمل فلن تقبل وسوف تفرض أنت شروطك الجديدة، ولكن إذا قبلت استقالتك فتأكد أنك كنت في الوظيفة الخطأ، والأفضل لك أن تتجاوز هذه المرحلة، نحو وظيفة ملائمة تكمل بها مسيرة حياتك. الأهم هنا "أن تختار وظيفة تحبها"، حتى لو كان مقابلها المالي أقل من وظيفتك السابقة، لأنك وحسب الفيلسوف الصيني الشهير "كونفوشيوس": "لن تعمل يوماً في حياتك بعدها"! والسبب ببساطة أنك سوف تستمتع بكل دقيقة، وسوف تعتبر ساعات عملك نزهة تبهجك يوما بعد يوم.

صديقي.. صحيح أن قرار الاستقالة يحتاج إلى شجاعة وإقدام؛ إلا أنها هي الخطوة الصائبة حتى وإن طال الزمن.