أعرف صديقاً يستيقظ عند الساعة الخامسة صباحا طيلة أيام السنة.. لا يتغير موعد استيقاظه مهما تعاقبت الأيام والفصول.. ساعته البيولوجية تضاهي ساعات روليكس وفاشيرون!

والساعة البيولوجية حقيقية وموجودة داخل جسم كل إنسان.. تبدأ دقاتها منذ اللحظات الأولى لتكون الإنسان في بطن أمه.. ولأن هذه الساعة هي المسؤولة عن الإيقاع اليومي المنتظم للبشر، فإن الإجازة الطويلة ـ التي تخللها شهر رمضان هذا العام ـ فرضت على أغلب الناس إيقاعاً حياتياً جديداً.. حيث تبدّلت ساعات النوم واليقظة!

وإيماناً من شركة الكهرباء بواجبها الوطني ـ هذه العبارة توحي بأنكم ستقرؤون بياناً إعلامياً ـ إيماناً من الشركة بواجبها وإحساسا منها بمعاناة الناس فقد تدخلت فورا لمساعدتهم!

صلوا على النبي.. لماذا تأخذون الأمور دائما على محمل الظن السيىء؟!.. أغلب الأشياء لها جوانب مظلمة.. ولها في الجهة الأخرى جوانب مشرقة.. الآن الساعة الثالثة بعد الظهر أكتب والتيار الكهربائي مفصول عن الحي الذي أسكنه بالكامل منذ الساعة الثانية عشرة ظهرا.. الشركة عندما تفصل التيار الكهربائي في هذا الوقت بالذات تقدم خدمة وطنية جليلة للمجتمع.. هم يعرفون أن الساعة البيولوجية لأغلب الناس "ملخبطة".. الليل نهار والنهار ليل.. وبالتالي تصدّت لهذه المهمة الكبرى وقامت بضبط الساعات البيولوجية بالقوة.. عندما تنطفئ الكهرباء في هذا الوقت بالذات يضطر النائم للاستيقاظ رغما عنه، وعن "اللي خلفوه".. وعندما يستيقظ يضطر عند حلول المساء للنوم مبكرا.. فيستيقظ مبكرا.. هل رأيتم الآن كيف أننا ننظر دائما إلى شركة الكهرباء نظرة قاصرة؟! هل عرفتم الآن أين تذهب المليارات التي تحصل عليها شركة الكهرباء؟.

فعلا إن بعض الظن إثم!