واجه الاجتماع الأول للفريق الاستشاري الإسلامي العالمي المعني باستئصال شلل الأطفال، بمقر منظمة "التعاون الإسلامي" في جدة أمس، الفتاوى التي أطلقتها جماعات دينية باكستانية متشددة، ضد حملات تطعيم شلل الأطفال.
وشنت المنصة الرئيسية التي كانت برئاسة مشتركة بين مجمع الفقه الإسلامي الدولي، ومشيخة الأزهر الشريف هجوماً مباشراً على الفتاوى المحرمة، وقال وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان "إن الممتنع من أولياء الأمور عن تطعيم أولاده بلقاح شلل الأطفال، آثم شرعاً"، مرجعاً ذلك إلى تعطيل مقاصد الشريعة الإسلامية، في الحفاظ على النوع الإنساني وسعادته.
وأضاف أن "الفتاوى التي تحرم حملات التطعيم باطلة، ولا تستند إلى أي إسناد شرعي أو صحي، وحملات العنف التي طالت العاملين الصحيين في المناطق التي استهدفوا فيها، غير مبررة إطلاقاً"، مؤكدا أن العاملين الصحيين والمدنيين الذين تعرضوا لعمليات عنف وقتل من قبل الجماعات المتشددة "شهداء".
ووصف وكيل الأزهر مطلقي فتاوى التحريم بـ"بالمتطفلين على موائد الشريعة الإسلامية"، وأوضح أن الأزهر الشريف ووزارة الأوقاوف المصرية، ستحث وعاظها المنتشرين في جميع أنحاء العالم، على جعل محور "التطعيم" ضد شلل الأطفال، ضمن كلماتهم وخطبهم كجزء من حالة الدعاية المضادة ضد مناهضي تطعيم الأطفال.
الاجتماع الذي حمل زخماً إعلامياً دولياً، بعد مقتل ما يزيد على 30 من العاملين الصحيين التابعين لمنظمة الصحة العالمية في مناطق عدة بباكستان، ركز في كلماته على البعد المقاصدي الإسلامي، في تعزيز صحة الإنسان، وأشار إلى أن التدابير الصحية ممثلة في الأمصال الوقائية تتوافق مع الشريعة الإسلامية.
وثمن المجتمعون الدور الذي تقوم به منظمة الصحة العالمية، والهيئات الطبية الأخرى في خدمة الإنسانية من "شلل الأطفال".