قد يتعجب البعض من عنوان المقال، ويستغرب كيف يمكن للفرد أن يوفر ماله كهذا و"ببلاش"! لكن كل هذا العجب يزول عندما نحاول أن ندرك ما يعمل عليه "المركز السعودي لكفاءة الطاقة" SEEC من التسويق له، وتوعية المجتمع بإمكانية حدوثه؛ فقط بمجرد الحرص على استثمار فرص رفع كفاءة الطاقة المستخدمة، لأن ذلك سوف يؤدي مباشرة إلى توفير نسبة لا يستهان بها من الأموال التي تصرف عليها!

أنا هنا لا أتحدث عن ضرورة وجود عازلٍ مرتفع الجودة خلال بناء المباني والمراكز، كون هذا الأمر أضحى بديهياً وخطوة أولى في التصميم والبناء، أو مجرد إبعاد الثلاجة عن الجدار سينتميترات قليلة لخفض استهلاك الكهرباء؛ ولكن ضرورة الاستجابة وفهم أبعاد حملة "توفير الطاقة"، خصوصاً ونحن نعيش فصل الصيف اللّهاب، حيث يتنامى استهلاك الطاقة بشكل هائل.

والفرصة الآن موجودة في "بطاقة كفاءة الطاقة" التي أطلقها المركز بالتعاون مع الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، لأجهزة التكييف أو الثلاجات وغيرها، فهي تعد دليلاً إرشادياً مبسطاً للراغبين في شراء تلكم الأجهزة الكهربائية، فمثلاً في أجهزة التكييف تدل البطاقة التي تضم أربع نجمات على أن الجهاز يوفر حوالي 20% من الطاقة الكهربائية مقارنة بالجهاز ذي النجمتين، فيما تشير البطاقة التي تحمل ست نجمات على أن الجهاز قادر على توفير قرابة 30% من الطاقة الكهربائية مقارنة بالجهاز ذي ثلاث نجوم! فالفكرة هنا هي أن كل نجمة على البطاقة تعني توفير 10% من الطاقة!

وفي الحقيقة أنني أبحرت بعمقٍ في الموقع الإلكتروني الرائع للمركز السعودي لكفاءة الطاقة، وخرجت بالكثير من المعلومات المهمة، والتي أكاد أجزم أن على كل مسؤول ورب أسرة الوقوف عليها وإدراكها، والاجتهاد في تطبيقها، لما لها من فائدة مباشرة على "جيوبنا"! وعلى مجتمعنا واقتصادنا الوطني.