تزامناً مع فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية بنسخته الـ29، شهد أمين الأحساء المهندس عادل الملحم، أخيرا افتتاح مدينة تراثية مصغرة بواحة الأحساء الزراعية، حملت عنوان "زمان لوّل.. عبق التاريخ.. أصالة الماضي"، وتحكي المدينة بيئة وتراث الأحساء قديماً، وتشتمل المدينة على متنزه "تراثي"، ومطعم للأكلات الشعبية "الأحسائية" بوجه خاص والسعودية بوجه عام، كالهريس، والمفلق، والأرز الحساوي، والمرقوق والجريش، وذلك بإعداد فريق "سعودي" متخصص في تلك الأكلات الشعبية.

وأبدى الملحم إعجابه بالمدينة، مؤكداً أنها ستكون محطة رئيسية للزوار من داخل الأحساء وخارجها، ومحطة جذب سياحي "كبيرة" في واحة الأحساء، واصفاً المشروع بالمشجع على السياحة الداخلية، الذي يركز على سياحة التراث "الثقافة"، وهو أحد أهم الأنماط السياحية في العالم، مؤكداً وقوف أمانة الأحساء في تشجيع مثل هذه الاستثمارات التي تحظى بترحيب الأهالي في داخل الأحساء وتستقطب السائحين من خارج الأحساء والمملكة.

وأوضح مالك المدينة يوسف السميح لـ"الوطن"، أن التكلفة الإجمالية للمشروع تتجاوز الـ10 ملايين ريال، ويوفر نحو 40 فرصة وظيفية للشباب السعودي، وتقع المدينة على مساحة 7 آلاف متر مربع في الرقعة الزراعية الفاصلة بين مدينة الهفوف وبلدة بني معن "شرق الواحة"، مؤكداً أن معظم مواد البناء في "المدينة" مواد طبيعية "قديمة" من عناصر البيئة المحلية كجذوع وسعف النخيل، والطين، والصخور، والفوانيس، والزخارف الجبسية، مبيناً أن المدينة تتضمن من مجموعة من الغرف تعرف باسم "ليوان"، وجلسات خارجية تحت النخيل و"دارا" كبيرة للوفود، لافتاً إلى أن جميع الأواني المستخدمة في المدينة ذات طراز "قديمة" وتراثية، بجانب تصميم المقاعد والطاولات والمفارش بطريقة تراثية، مشدداً على أن المشروع لم يشهد اقتلاع أي شجرة نخيل، بل استخدمت تلك الأشجار كمناظر طبيعية داخل المدينة، وجرى التعامل معها كديكورات وأشكال جمالية في وسط وجدران المدينة. وقدم السميح شكره لكل من دعم هذه الفكرة، وأسهم في تنفيذها وفي مقدمتهم الهيئة العامة للسياحة والآثار، وأمانة الأحساء، وغرفة الأحساء. حضر الافتتاح رئيس مجلس بلدي الأحساء ناهض الجبر، وحشد من الأعيان والمهتمين بالتراث والسياحة في الأحساء.