لا تزال الدول الفقيرة بعيدة عن الوصول إلى مستوى 60 دولار سنوياً للفرد كتكاليف صحية التي قدر فريق التمويل الإبداعي لأنظمة الصحة في عام 2009 أنها ضرورية للحصول على الخدمات الرئيسية المحدودة للمواطنين. ومع أن المساعدات الخاصة بتطوير الرعاية الصحية (DAH) تضاعفت ثلاث مرات تقريباً في الفترة ما بين 2000-2011، فإن عدة دراسات تبيِّن أن هذه الزيادة، في بعض الحالات، حلَّت محل الإنفاق الحكومي على الصحة من مصادر محلية (GHE-D).

تقول دراسة نشرتها مؤسسة "تشاتهام هاوس" البريطانية إن هذا بوضوح ليس في مصلحة الدول المانحة ولا الدول الشريكة. هذا مثال واحد فقط على السبب الذي يتطلب أن تعيد الدول المانحة والشريكة النظر في آليات توصيل المساعدات وتستكشف أساليب إبداعية للوصول إلى الأهداف المشتركة.

دراسة تشاتهام هاوس تحلل أفضلية تأسيس صندوق عالمي للصحة من منظار سياسي واقعي، وليس من منظار معياري. السؤال المحوري هو فيما إذا كان المجتمع الدولي مستعدا لتأسيس مثل هذا الصندوق واستخدامه كقناة رئيسية لمساعدات تطوير الرعاية الصحية بسبب الآثار التي يمكن أن يتركها مثل هذا المنهج على خصائص معينة من مساعدات تطوير الرعاية الصحية – بعضها مرغوب بها وبعضها غير مرغوب فيها.

الخيار الذي تدرسه هذه الورقة ينطلق من عوامل توصلت إليها دراسات سابقة بأن جميع الدول يجب أن تطمح إلى إنفاق حكومي على الصحة من مصادر محلية يصل إلى 5% من إجمالي الناتج المحلي، وأن الدول الغنية يجب أن تُقدِّم مساعدات لتطوير الرعاية الصحية تساوي 0.1% من إجمالي الناتج المحلي لديها.

فكرة تأسيس صندوق عالمي للصحة ليست جديدة، بل تم اقتراحها ومناقشتها في عدة دوريات أكاديمية عام 2006. الردود التي حصلنا عليها منذ تلك الفترة تم تصنيفها قدر الإمكان بحسب المواصفات المرغوبة من المساعدات، ورقة تشاتهام هاوس تقول إن:

الدول المانحة تريد ما يلي:

الحفاظ على السيطرة على مساعدات تطوير الصحة التي تقدمها.

أن تزيد مساعدات تطوير الصحة مكانتها وتحسن سمعتها.

أن تتركز مساعدات تطوير الصحة في السيطرة على الأمراض المعدية.

أن تُضاف مساعدات تطوير الصحة إلى الإنفاق الحكومي على الصحة من مصادر محلية،

تقاسم عبء مساعدات تطوير الصحة للفائدة العالمية العامة، ومحاربة الفساد.

الدول الشريكة تريد:

أن تتناسب مساعدة تطوير الصحة مع أولوياتها.

أن تكون هناك ثقة بأن مساعدة تطوير الصحة يمكن الاعتماد عليها على المدى البعيد.

العبء الإداري لإدارة مساعدة تطوير الصحة يجب أن يكون في أقل قدر ممكن.

أن تكون مساعدة تطوير الصحة غير مشروطة، والمزيد من مساعدات تطوير الصحة.