يحسب لدارة الملك عبدالعزيز أنها جمعت شتات الأدباء في "قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية"، الذي صدر عن الدارة في 3 أجزاء، بالتزامن مع اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية 2013.
كان الجهد المبذول لإخراج المشروع كبيرا جدا، والأهم من ذلك أنه جهد علمي ضم في لجنته العلمية 13 أكاديميا وباحثا، وتشكل فريق العمل لإعداده من 65 باحثا متخصصا من الأكاديميين والأدباء والباحثين.
العمل كما ظهر من مقدمته مر بمراحل عشر، وشهد عقد عدة ندوات نقاش عن القاموس في بعض الأندية الأدبية في 6 مناطق بحضور جمهور كبير من الأدباء والمثقفين، وهذا مؤشر على أنه لم يتم العمل فيه بمعزل عن وسط الأدباء والمثقفين.
لم أستغرب استبعاد بعض الأسماء التي تتصدر المشهد الثقافي، وبعض ممن يتربع على هرم الأندية الأدبية اليوم من القاموس؛ لأن الضوابط والمعايير التي قام عليها المشروع دقيقة، وكفيلة بأن تنقي الوسط الأدبي من الدخلاء الذين ليسوا من الأدب في شيء؛ إذ حصر القاموس الأدباء في 8 فئات هم: الشعراء والروائيون وكتاب القصة القصيرة وكتاب المقالة الأدبية والباحثون والنقاد والمسرحيون وكتاب السيرة الذاتية والمترجمون.
يظل هناك عتب على وزارة الثقافة والإعلام من قبل بعض المثقفين والأدباء، مضمونه أن الوزارة لم تعد تفرق بين الأدباء والدخلاء، خاصة عند توجيه الدعوات للمناسبات الثقافية كمعرض الكتاب ونحوه، ولذلك يفترض أن يكون هذا القاموس نبراسا لها في المرحلة القادمة، فالمتخصصون من فريق العمل الذي أنجز المشروع هم شهداء الله في أرضه، فمن شهدوا له بأنه أديب فهو أديب، ولذلك لم يدخل بين دفتي القاموس سوى الأدباء.
أخيرا: يؤخذ على الدارة أنها أسهبت في سرد تفاصيل دقيقة في السير الذاتية لبعض المترجم لهم إسهابا لا علاقة له بالأدب، فما الذي يهمنا من معرفة أن ذلك الأديب يعمل وكيل مدرسة أو مرشدا طلابيا؟.