حذر مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من التغريد لهدف إثارة العداوة والبغضاء، وما يحصل فيه من السب والشتم، مؤكداً على أن ذلك ليس من أخلاق المسلمين، وإنما من تصرفات السفهاء والجاهلين، أما المسلم فعليه ألا يتصف بالسباب، ولا باللعان، ولكنه سليم القلب واللسان، يقول حقاً ويدعو إليه، ولا يقول باطلاً ولا يفتري أو يقذف.
وخاطب آل الشيخ المغردين بمواقع التواصل الاجتماعي خلال خطبته التي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالله قائلاً: "أيها المغردون اجعلوا تغريداتكم هذه بأمر يخدم الأمة، ويجمع كلمتها ويوحد صفها، ويقيها شر المزالق".
وأضاف بالقول "فإن أعداءنا أعداء الإسلام ربما استخدموا هذه الأشياء للنيل منا ومن قيادتنا، ولضرب بعضنا ببعض، فنحن أمة مسلمة بايعنا قيادتنا على كتاب ربنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، يلزمنا السمع والطاعة بالمعروف، والموالاة والمحبة والتعاون على ما يخدم الإسلام وأهله".
وأردف: "فأيها المسلمون، إن هذا البلد المبارك يعيش أمناً واستقراراً وطمأنينة، بفضل الله قبل كل شيء، ثم بتحكيم هذه الشريعة، ثم بمن هيأه الله من هذه القيادة المباركة، أسأل الله أن يأخذ بنواصيهم لما يحبه ويرضاه، وأن يوفقهم لكل خير، ويسدد خطاهم، ويرزقهم الإخلاص، وواجبنا الدعاء لهم بالتوفيق والسداد، وأن نحرص على ما يجمع الكلمة، ويؤلف القلوب، ويقطع دابر الفساد، فإن الأمة إذا اجتمعت عزت وكرمت، وإذا تفرقت ذلت وهانت".
وبين رئيس هيئة كبار العلماء بأن لله حكمة عظيمة بالدعوة إلى اجتماع الكلمة، ووضع امام الأمة، يسوسها بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فولاة الأمر فيهم خير كثير للأمة، فإن بهم ينصر الحق، وينصر الله المظلوم، وتؤدى الحقوق، ويقام العدل، وتجتمع الكلمة، وتحفظ الدماء، وتصان الأموال والأعراض، فبولاة الأمر يأمن الناس على دمائهم وأموالهم وأعراضهم، بالاجتماع والسمع والطاعة، وبالمعروف يحصل الخير.
وأكد مفتي عام المملكة أن ما أصاب الأمة من مصائب، إلا بتخليها عن قيادتها وخروجها عليها، حتى أدى الأمر لما أدى إليه، من هذا البلاء العظيم، وليس ذلك أن نقول إن كل إمام معصوم، ولكن كيف نعالج أخطاءنا، أبهذه التغريدات السيئة، وكم من مغردين يغردون ويقولون ويأتون بكلام سيئ، فلو تفكروا فيه بعد ذلك لرأوا خطأ أساليبهم وأطروحاتهم، مضيفاً أن الواجب على الفرد أن يسعى للإصلاح والنصيحة بالطرق السليمة التي ترشدهم إليها.
وأشار آل الشيخ إلى أن الاجتماع والسمع والطاعة في مقاومة والوقوف أمام التحديات المعاصرة، إن عالم الإسلام اليوم يواجه تحديات من أعداء الدين، على اختلاف وجهات نظرهم، لكنهم متحدون ضد هذه الأمة، وواقفون أمام عقيدة الإسلام، فاجتماع قوات المسلمين وتآلفهم يكون موقفا قويا أمام هذه التحديات الضارة، التي يكيد بها أعداء الإسلام.
وقال: "إن الاجتماع والتآلف دليل على المحبة الصادقة في الإيمان، ومنها أن هذا الاجتماع ينزع عنا العصبية القبلية، والتعصبات الجاهلية، لا لقبيلة ولا لحزب ولا لمبدأ، نحن أمة واحدة عقيدة وشريعة، فيجب أن نخضع لها، فنحن في الإسلام لا نتقاطع مع الأفكار، هدفنا وغايتنا اتباع كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، فنتعصب لهذا الدين دفاعاً عنه وتبيان فضائله والدعوة لاجتماع الكلمة، أما الاجتماع للتعصبات الفكرية فهذا خلاف المشروع".