نشرت بعض صحفنا هذه الأيام خبراً فحواه (تعتزم الصوامع شراء 550 ألف طن قمح بحسب ما ذكره تجار أوروبيون.. وأحدث مشتريات قمح معلنة كانت في 27 يناير الماضي، حيث اشترت الهيئة 715 ألف طن، واشترت أيضاً 720 ألف طن في الرابع من نوفمبر الماضي).
قدرنا أن نظل شعبا نستهلك ما نأكل وما نلبس مستوردين لا منتجين.. الله تعالى لا يجمع بين عسرين .. عوضنا بالذهب الأسود نجلب به خيرات الدنيا..
كان بالإمكان أن نحافظ على التوازن الاقتصادي لو أننا رشّدنا هدر الماء المخزون بأرضنا ملايين السنين، واكتفينا بزراعة ما يكفينا منذ أن بدأ ضخ المياه بـ(القصيم وحائل والأحساء والخرج والدواسر) منذ ثمانينات القرن الهجري الماضي.
الذي وقع بالاستنزاف المائي الزائد عن الحد حتى هبط مستواه الجوفي إلى الحد الأدنى وكان الحصاد ما نقرأه أمثال الخبر بمستهل المقال.
الأسوأ من ذلك أن نتمادى بشفط النفط وننسى أنه هو الآخر له عمر افتراضي ينتهي به للنفاد وتتعرض الأجيال الحاضرة والقادمة لا سمح الله لكارثة غير محسوبة.. إذا لم تكن هناك بدائل تعويضية.
ما الحل؟! هو العزم والإصرار على الاقتصاد والترشيد، ويتمثلان بقضاء الدين العام وإيجاد احتياطي نقدي قومي لقادم الأيام ورصيد ثابت لأبناء وبنات الغد لا يحوجهم لأحد من الناس.
والاستثمار الفوري لدى الدول المأمونة الشقيقة والصديقة ذات الأرض الخصبة والأنهر المتدفقة لإنتاج ما يؤمن غذاءنا من الحبوب والخضار والفواكه، وإقامة المصانع وتوزيعها على كافة مناطق المملكة لننتج ما نحتاجه من الملابس والأثاث وقطع الغيار والسيارات وغيرها.
إننا أمة أعزها الله بالعقيدة ووحدها باللغة وجعل بلادها قبلة المسلمين فلنزدها ثباتا واستقرارا ورخاء بالعمل الجاد من أجل حاضر سعيد ومستقبل زاهر.
لندع البكاء على الماضي.. ونتفاءل بالخير إذا صدقنا مع الله واتبعنا القول بالعمل.