قال لي صديقي متندراً: "يا مسكين موعد مقالك تغير من أول الأسبوع إلى آخره"! فسألته مستغرباً: وما الفرق؟ فرد علي مباشرة بأن يوم السبت يوم إجازة وأنه لا أحد يقرأ الصحف في الإجازة!

لا أدري على ماذا اعتمد صديقي في إصدار هذا الحكم؟ ولا أدري من صاحب نظرية أن الصحف لا تقرأ في أيام الإجازات! لكنني أجزم بأن صديقي هذا نموذج لكثير من أفراد المجتمع الذين لا يجرؤون أصلاً على تغيير مفاهيمهم أو عاداتهم، أو حتى تغيير مطعم ذهبوا إليه مرة وأعجبهم فاستمروا يجربونه كل مرة، وباختيار الأطباق نفسها التي التهموها في الزيارة الأولى!

بالنسبة لي أشعر أن التغيير مطلب إلزامي، وطبقت هذه النظرية في حياتي العملية، ونصحت بها كثيرين، وأنصح بها الآن كل من يقرأ.

نعم، أنا مع التغيير وعدم الثبات والركون للتقليدية المميتة، نعم، أكره الروتين، نعم، أمقت العقول المتحجرة التي تتمسك بالرأي الواحد، نعم، أنا مع تجديد المظهر وخاصة للرجل، احلق شنبك.. أطل شعرك.. البس الشماغ الأحمر.. ثم بدله بالأبيض.. ولا بأس بالسكري أو البني!

كن جريئاً ولو مرة واحدة في حياتك، واكسر التقليدي، وانبذ الروتيني، فالتغيير سنة الحياة.

كم أشفق على من جعلوا حياتهم داخل دائرة واحدة؛ الأصدقاء هم أنفسهم، والتنزه في المكان ذاته، والألوان هي الألوان ذاتها، بل وحتى العطر نوع واحد لا يغيره، إلا إذا توقفت الشركة عن إنتاجه!

"ياه".. كم هو بائس من يعيش حياة الجمود، ولا يجرؤ على كسر الحدود.

"ياه".. كم هي تعيسة من تخشى وضع أحمر الخدود؛ لأن جدتها عودتها أن تقرص وجنتيها حين كانت صغيرة!

خاتمة: صديقي أعلاه كان من أشد المعارضين لتغيير الإجازة الأسبوعية من الخميس والجمعة للجمعة والسبت، والآن أجبرته الأوامر على التعايش، لذلك لا تنتظروا الإجبار على التغيير، بل غيروا بأنفسكم من أجل الحياة.