بعد أن حضرت حفل الدفعة السابعة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي في أميركا، تخيلت نفسي متخرجاً، وكتبت بلسان الخريج.. فقلت إن الفرحة غمرتني. فرحة لا حدود لها، وبهجة مملوءة بالسعادة بعد مشوار طويل. ذلك الحلم الذي بدا من المستحيل الوصول إليه أصبح حقيقة، وحتى المستحيل بات شيئا تستطيع الوصول إليه بالإصرار والهمة، لا شيء فوق القدرة إلا الطاقة والجهد.

اليوم الأول لفصل الربيع أجني ثمار التعب وأختم طريقا لطالما تعثرت فيه، بعد أن ترددت كثيرا في اختيار المعهد المناسب والمدينة التي سأستقر فيها. أعدت ترتيب حياتي مجددا لتختلف عما كانت عليه في السعودية، كونت صداقات جددا وتعرفت على آخرين أكثر جدية وطموحا، وتعبنا جميعا من أجل الهدف وسلكنا الطريق من أجل هذه اللحظة.

هذه المسيرة التي أقف فيها وتضم أكثر من ألف مبتعث ومبتعثة أسير بمعيتهم على مهل نتحدث مع بعضنا وسط صخب وضجيج الاحتفال الذي لا يتصدره سوى البسمة والقبلات وضحكات تعانق الأفق وصور تلتقط لنا لتذكرنا بالماضي إذا كبرنا وتدفع معناويات من سيأتي بعدنا.

ومع إشراقة صباح يوم السبت ارتدي وكافة المبتعثين القبعة المربعة السوداء وعباءة التخرج، نتقدم بخطوات واثقة تجاه المنصة نصافح من كانوا يوما معلمينا، وهم يعلمون حتما معنى هذه المسيرة وشعورك الجميل وأنت تتوج عطاءك ورحلة كفاحك بوسام الشرف وقلادة التفوق.

هذه المسيرة تأخذنا بالشوق نحو الديار والحنين للوطن، تعني العودة لنكمل مشوارا بدأناه في الغربة وختمناه بالوصول للقمة لنخدم بعلمنا عقيدتنا وبلادنا.

نردد سارعي للمجد والعليا دائما، مؤمنين بالله في كل حين وفي كل لحظة، ونرفع علما يحمل مجدا يرفرف في سماء كل دولة، بلادي قد عشت فخرا للقلم والحبر والكتاب، بلادي قد عشت فخرا للمسلمين والوطن والملك.