دعا الدكتور صالح الفوزان، طلاب الجامعات إلى الظفر بالعلوم وترك السياسة للمختصين، وكذلك تقديم العلم على الجهاد. وشدد خلال اللقاء المفتوح أول من أمس مع طلاب الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، على أن مهمة طلاب الجامعة هي التفرغ لطلب العلم، وترك الاشتغال بما يصرف عنه، حتى يدعون إلى الله تعالى في بلادهم على علم وبصيرة، ويواجهون الجهل والظلمات المتراكمة عبر السنين، منبها إلى أن الدعوة لا ترتكز على الحماس فقط، بل لا بد فيها من العلم، فالدعوة بلا علم فاشلة، وذكّر الطلاب أنهم جاؤوا لهذه الجامعة بمحض اختيارهم رغبة في العلم لا طمعا في الدنيا، داعيا إياهم إلى التركيز على بلادهم أولا.

وأجاب الفوزان خلال اللقاء عن أسئلة طلاب الجامعة، ومنها ما يوجه لبعض الشباب من دعوات إلى القتال في مناطق عدة من العالم قائلا: إن على طلاب الجامعة اغتنام الفرصة التي منحت لهم بالدراسة في الجامعة والاشتغال بالعلم؛ لأنه أساس كل عمل، حتى الجهاد، لا بد أن يكون مرشدا بالعلم كما كان جهاد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، وإن لم يكن على علم وبصيرة لم تكن له ثمرة.

وعن التصنيفات التي تطلق على طلاب العلم المحافظين على المنهج الصحيح، قال الفوزان: إن على الطالب إذا كان على حق ألا يهتم لما يطلقه عليه أهل البدع من ألقاب، فقد لُقّب العلماء والسلف بألقاب كثيرة من قبل مخالفيهم، ولكن الله نصرهم، وقال مخاطبا الطلاب: إن كنتم تريدون المدح فمن الآن أقصِروا، إنما تريدون وجه الله بهذا العلم فاصبروا واحتسبوا.

وفي معرض جوابه حول اشتغال بعض الطلاب بالسياسة، أو متابعتهم لما يجري في بلادهم من أحداث وفتن بحجة مجاراة الواقع، أكد الفوزان أن على طالب العلم التفرغ للدراسة وترك السياسة لأهلها، مع الدعوة إلى الخير ومحاولة الإصلاح بين الناس.

وعن حكم الالتزام بأحد المذاهب الأربعة قال الفوزان: إن الأئمة الأربعة من علماء السنة، وهم إخوة وعقيدتهم واحدة، وإنما اختلفوا في بعض المسائل، ومن أخذ بالقول الراجح بدليله فهو على خير، وكلهم مجتهدون ولهم أجر الاجتهاد.