أراد شباب المملكة العربية السعودية وبعزيمة الرجال وهمة الشجعان أن يضعوا لأنفسهم أولاً ثم للكرة السعودية بصمة مونديالية خالدة تحمل خصوصية ودلالات كبيرة, بعد أن افتقد نظراؤهم في المنتخب الأول لكرة القدم فرصة المشاركة في مونديال جنوب أفريقيا صيف هذا العام بعد حضور متتال في أربع نهائيات كؤوس عالم لا تنسى بحلوها ومرها, فكانت بصمة مساء السبت الماضي ولا كل البصمات, وإنجازاً شبابياً وكروياً لا نظير له, ومكتسباً مهما يفخر به الوسط الرياضي ككل والكروي خاصة, فالفوز بكأس العالم لذوي الاحتياجات الخاصة وللمرة الثانية ليس كما يحاول البعض التقليل منه أو تصنيفه في زاوية التهميش ووضع مقارنات مع كؤوس العالم الأخرى, فهي كأس عالم وضمن أجندة الفيفا, وتمت إقامته عقب انتهاء المونديال الكبير رغبة من أعلى سلطة كروية في العالم أن يعطى شباب آخرون دورهم في الضوء والتميز والتألق, فهذه البطولة تعقد للمرة الخامسة تحت مظلة الفيفا وتحت أنظار كبار الشخصيات الرياضية في العالم وجنوب أفريقيا الدولة المستضيفة لهذا الحدث الكبير.

الكابتن راشد المقرن – ضمن الجهاز الفني للمنتخب البطل - وهو يتحدث معي بعد مراسم التسليم العالمية كان في قمة سعادته ونشوته بمنجز ولا كل المنجزات, ولم أسمع ولم أر راشد بفرحة وسعادة كما كان عليها أول من أمس, وفرحة المقرن لاشك أنها نابعة من ارتياح عميق مرده سعادته كمهني أولاً أن جهود فريق عمل المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة لم تذهب سدى, فقد استمرت الاستعدادات لهذه المناسبة ثلاث سنوات لتأتي في نهاية الأمر فتؤتي ثمارها بتحقيق كأس عالم وليست بطولة إقليمية أو قارية وحسب, علينا أن ندرك مفهوم (بطولة كأس عالم), وهناك جانب مهم في مستوى الفرحة لدى المقرن وبقية زملائه وعلى رأسهم عبدالعزيز الخالد ربان السفينة وقائدها الماهر الذي يكرر إنجاز عام 2006 لكنه كما يقول هو وزميله المقرن إن كأس عالم هذه المرة لها خصوصية هامة جداً جداً, ألا وهي أن هذا الفوز باللقب يلبي طلباً عزيزاً من كبير هذه الأمة ورجلها الأول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي ناشد اللاعبين في معرض كلمته التي وجهها لهم إبان استقبالهم حفظه الله بعد إحرازهم كأس العالم بألمانيا للمرة الأولى عام 2006, حينما ناشدهم جميعاً بأن يسعوا بكل ما لديهم من إمكانات وقدرات ومهارات وهبها الله لهم للعمل على المحافظة على الكأس العالمية وإعادتها ثانية لأرض الحرمين الشريفين, وعندما تعمل كفريق عمل وتجد أن عملك محل قبول واستحسان أعلى سلطة في البلد وهو خادم الحرمين الشريفين فذلك إنجاز هام وبليغ لكافة عناصر العمل، وتشريف ما بعده تشريف على مستوى نشاطهم الرياضي. لقد كرر لي راشد المقرن هذه المناسبة, وكأنه يرويها للتاريخ, وكيف كانوا في مجلس خادم الحرمين الشريفين يتقدون حماسة ويتمنون لو أن البطولة تقام بعد تلك المناسبة التاريخية الخالدة التي شرفهم بها خادم الحرمين الشريفين ومنحهم خلالها محبته ومؤازرته واهتمامه ودعمه. لم ينس المقرن كذلك الإشادة والتثمين لما قام به الرئيس العام لرعاية الشباب، رئيس الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل لمتابعتهما ودعمهما الدائم والمتواصل للبعثة السعودية منذ وصولها جنوب أفريقيا إلى أن وصل الأخضر إلى المباراة النهائية, ولسان حاله يقول شكراً جزيلاً لك يا سلطان على وقفتك معنا وأيضاً لنواف على متابعته المستمرة للبعثة ومتطلباتها.

ونحن كإعلام نقول لهم جميعاً شكراً لكم على (عيديتكم الغالية).