العراق وإيران أكثر الدول حزنا وفقا لدراسة شملت 138 دولة حول العالم.. عالميا، العراق رقم واحد، وإيران تليها، ولم أستغرب أن تكون "سورية ولبنان واليمن والسودان وإثيوبيا" تحتل المراكز الأولى، فكل ما تتدخل به إيران وأتباع المرشد من عناصر التنظيم الإرهابي، وكل من اعتبر الطائفية وسيلة وصوله للهيمنة ينتهي به الأمر ليس إلى الحزن فقط، فالحزن نتيجة، ينتهي به الأمر إلى الانهيار الاقتصادي وعلى مستوى المعنويات.

ليست صدفة أن الدول العربية المذكورة المتصدرة تحت هيمنة إيرانية أو صهيونية مثل "السودان وإثيوبيا" التي تعاني من محاولات الاختراق، ولولا الإخوان كتنظيم إرهابي ينفذ أهداف تقسيم المنطقة، ما تقسم السودان ولا كانت اليمن مهددة ومقسمة بسبب الحوثيين والقاعدة والإخوان واليسار الفاشل في تقديم حلول تحمي اليمن الذي احتل المرتبة السابعة في الدول الأكثر حزنا.

مع تحفظي على عدم ذكر "فلسطين"، لأن حزنها وتعاستها سيشيران إلى إسرائيل بطريقة مباشرة، التقرير ينافق ويعمم على طريقته معتبرا دول الخليج قد لا تكون الأكثر حزنا، لكنها ليست سعيدة، وهو تقرير يتضارب مع تقارير أخرى عالمية ومحايدة. لا نحتاج إلى تقارير عالمية، فالأمم المتحدة تقدم في إحصاءاتها ما يؤكد تلخيص المنظمة الأميركية "جالوب Gallup" في استطلاعها، واحتلت نصف القائمة الحزينة دول عربيّة تهيمن عليها إيران أو تستهدفها إسرائيل، وبالتالي لا نستغرب مخرجات التقرير، فهي نتيجة نصادق عليها بما نطالعه من أخبار وما نرصده من أحداث يومية.

استطلاع جالوب لعام 2013 قام بتوجيه سؤال عام للناس عن "الغضب والحزن، والألم والقلق، فإذا ازدادت الأجوبة بـنعم ارتفع مؤشر المشاعر السلبيّة في البلد المبحوث".. وهناك أيضا وللعام 2013 موقع "forbes"، وينشر عن مؤشر "ليجاتوم" الذي بدأ منذ خمس سنوات قائمة تصنف الدول الأكثر تعاسة، وليست صدفة تصدر نفس الدول العربية المذكورة كتعيسة وحزينة في جميع المؤشرات.

على مستوى الانتحار، أعلنت الحكومة اليابانية أنّ ارتفاع معدلات الانتحار بين الشباب اليابانيين هو السبب الرئيس للوفاة بالنسبة لهذه الفئة العمرية للعام السابع على التوالي.. أعمارهم بين 15 و39 سنة، والانتحار السبب الأكبر للوفاة بينهم.. ومسؤول عن وقوع أكثر من 50% من حالات الوفاة بين الرجال في العشرينيات من العمر.. كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني صرح: العدد الإجمالي للمنتحرين يصل إلى 27283 شخصا للعام الرابع.. متوسط حالات الانتحار75 حالة يوميا.. وانخفاض عدد المنتحرين يرجع إلى "الانتعاش الاقتصادي"!

المعلومات في المقالة، إهداء لكل كاذب ومشوه للسعودية والخليج العربي، ومتجاهل لفظائع تحدث في نصف العالم العربي، وتتميز فيه دول الخليج بتنميتها، ليبهرنا بديموقراطية وأحوال دول يضربها الانتحار، ومشكلات التنمية التقليدية وتتباين بين دولة وأخرى.. مشهد الكذب لإشاعة السخط بين الشباب، ينهار بمعلومة.