تعلو الضحكات عندما تكون المقارنة بين التلفزيون المحلي والقنوات الفضائية، بداعي ألا وجه تشابه أساسا بين الاثنين، فالأول سلبيته الرتابة والتقليدية بينما الآخر ميزته المواكبة والتنوع، مع العلم بأن دوافع المشاهدة واحدة والمتمثلة في البحث عن المعلومة والتسلية.

فمن معوقات العمل الإبداعي في التلفزيون المحلي هو غياب المعاهد التدريبية، ومحدودية الدخل المادي للعاملين، كذلك عدم التخطيط، حيث الارتجال والمركزية في اتخاذ القرارات وعدم التقيد بالوقت، بالإضافة إلى مجاملة جمهور على حساب جمهور آخر وعدم استطلاع آراء تلك الجماهير حول الاحتياجات والرغبات.

إن فكرة استقلالية البث المحلي ولو لساعات محددة عن البث الفضائي للقنوات الحكومية سوف تعزز من المحافظة على الجمهور المحلي بوضع استراتيجية تراعي تنوع أقاليم المملكة واتساع مساحتها، حيث يتحد البث أوقات النشرات الإخبارية الرسمية وخطب صلاة الجمعة والمناسبات الوطنية وينفصل البث بنقل أوقات صلوات المناطق وبث مباريات الفرق الرياضية في مختلف المناطق وكذا حفلات المدارس أو المؤسسات فيها.

إن هذا التوجه يسهم في تعزيز المردود المادي لتلك المحطات بتشجيع أصحاب الأعمال بالإعلان التجاري المحدود في إطار منطقة البث حتى تصل الرسالة إلى الجمهور المستهدف، كذلك فإن آلية البث هذه سوف تكتشف المواهب لتلك المناطق بالإضافة إلى عنصر المنافسة في الإنتاج التلفزيوني بين تلك المناطق، ناهيك عن أنها فرص وظيفية ولخريجي الإعلام تحديدا.

ما سبق ليس من عندي وإنما هو تقديم لدراسة قام بها أستاذ الإعلام الدكتور محمد الحيزان قبل أكثر من عشرة أعوام حول "التلفزيون المحلي في منافسة القنوات الفضائية: الإشكالات والاستراتيجيات"، ومع هذا ما زال البث المحلي والفضائي للقناة السعودية الأولى نسخة واحدة.