عام 2008، أخافت الهند رواية اسمها "النمر الأبيض"، كتبها صحفي شاب يدعى "آرافيند أديجا". الرواية التي فازت بجائزة "البوكر"، كانت تتحدث عن الفجوة بين الفقراء والأغنياء في الهند، من خلال وجود (53) مليارديرا في قائمة "فوربس"، في وقت يعيش (400) مليون على دولار أو أقل في اليوم.!

الفجوة تلك هي التي حولت "بالرام" - بطل الرواية - والملقب بـ"النمر الأبيض" إلى شخص تسيطر عليه فكرة قتل سيده كي يحتل مكانه ويصبح هو صاحب العمل.!

في تقارير صدرت مؤخراً حول الثروات وعدد الأغنياء في العالم، جاءت السعودية بالمرتبة الأولى في عدد المليارديرات بالشرق الأوسط، والثامنة عالميا في عدد الأغنياء الذين تتخطى ثروتهم حاجز المليار دولار.

إذ تقول تقارير مؤسسة "ويلث إكس" وتعداد المليونيرات من" يو بي إس"، وتقرير الثروة العالمية الصادر عن "بوسطن للاستشارات"، إنه يوجد في المملكة (64) سعوديا تجاوزت القيمة الصافية لممتلكاتهم المليار دولار، بقيمة إجمالية تبلغ (204) مليارات دولار. إلى هنا الأمور جيدة.! الوجه الآخر من تلك التقارير يقول إن نسبة العائلات الثرية إلى مجموع السكان في السعودية، تبلغ (3.1%) فقط، بينما النسبة المماثلة في قطر (17.5%)، وفي الكويت (9%)، أما في البحرين (5.9%)، وعمان (3.7%)، وفي الإمارات نسبة الأسر الثرية تشكل (3.3%) من السكان.. ما تفسير ذلك؟!. تفسيره أن من يستحوذون على الثروة مقارنة إلى مجموع السكان في السعودية هم الأقل في المنطقة. تتحدث أرقام "الضمان الاجتماعي" عن "871.700" حالة مستفيدة للشهر الجاري، وبزيادة (34921) حالة عن بداية العام. هذا عدا المتعففين ومن لا تنطبق عليهم شروط الضمان رغم حاجتهم الفعلية للمساعدة.

أخشى ما أخشاه أن نلتفت يوماً لشأننا الاجتماعي فنجد الفجوة الطبقية قد أصبحت عميقة لدرجة يصعب ردمها.!