تسرد منطقة الجوف لزوار مهرجان الجنادرية 29 بالرياض حكاية تبين لهم من خلالها حضارة تعود لكافة العصور البشرية وتطور وصلت له اليوم، تقول إنها الأرض الوحيدة التي حباها الله وجمعت بين الزيتونة والنخلة. هذه الحكاية يسمعها زوار الجنادرية على متكأ أهالي البادية ببيت الشعر يرافقها أنغام الربابة وألحان سامري وطبول عرضة، لا يمل السامع من طول الرواية لجمال حروفها كخضرة بسيطا وهيبة شخصياتها كشموخ قلعة مارد ولذة مذاهقها كحلوة الجوف.
تتنوع مشاركة إمارة منطقة الجوف بالجنادرية 29، ويشير رئيس الوفد ومدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار حسين الخليفة إلى أن مشاركة المنطقة تتمثل في بيت الشعر الجوفي الذي تقدم من خلاله موروث الأهالي منذ ولادة الجوف وأبرزها الكرم الجوفي الذي عرف عن أهالي المنطقة الذين يحرصون على تقديم أجود أنواع التمور لديهم، أبرزها حلوة الجوف، كما يقدمون القهوة العربية رمز الأصالة، ومن خلال بيت الشعر يقدم بشكل يومي الفولكلور الجوفي بين عرضة وسامري وربابة وقصيد، كما يقدم مذيعو بيت الشعر معلومات عن منطقة الجوف وما تحتضنه من خيرات حباها الله بها ومواقع أثرية وتاريخية تتمتع بها المنطقة، وهناك نافذة أخرى للتعريف بشكل مفصل عن منطقة الجوف هي جناح الجوف الذي يضم صوراً لمواقع المنطقة وخارطتها ومناسباتها، كما يقدم فليما وثائقيا عن منطقة الجوف ومطبوعات عن المنطقة توزع جميعها على زوار الجنادرية، كما تعرض الجوف لزوار الجنادرية طريقة عصر الزيتون القديمة والحديثة المنتج الذي اشتهرت به المنطقة. وتشارك بعدد من الأجنحة للحرفيين منها تمرة حلوة الجوف والسمح والنجارة والحداد وفتل الحبل وصابون زيت الزيتون.
ويتنوع زوار الجوف بالجنادرية ويخصها الكثير من الوفود الأجنبية لما تتمتع بسمعة تاريخية تعود لعشرات المواقع الأثرية بالمنطقة. تلك المنطقة التي تبهر الزوار بتنوعها، فهم يشاهدون شواطئ من رمال بالنفود وأخرى سواحل تتسابق بها الجت سكي ببحيرة دومة الجندل، ويشاهدون زيتونا يريد البرد وتمرا يبحث عن حر، كما يشاهدون فواكه وآثارا وحياة بادية وكرما عربيا.