للأسف الشديد، الشديد جدا، أننا استهلكنا مفردة "الهياط" كثيرا في الآونة الأخيرة، قولا وعملا، ولكني لم أجد مفردة أجمل منها تعبر عن عمل "حماية المستهلك" منذ سنوات، ولا جديد في هذا، لكن عندما يقفز الأمر لديهم من مجرد التنظير "العشوائي" إلى توزيع الدراسات "الوهمية" يجب أن نقول لهم "شتب يور ماوس حماية"!

الموضوعات التي تدرجها الجمعية تحت نافذة (دراسات)؛ لا يمكن أن تكون أكثر من "كومة" وعظ إنشائي، أو ضرب من ضروب "الدروشة"، أو أي شيء آخر لا علاقة له بالدراسات! وبعيدا عن عدم ذكر مصدر الدراسات، أو نوع عينات الدراسة ومجتمعها وزمنها، إلا أن المنطق يرفض أن تكون هذه الجملة الإرشادية: "إذا كنت قريبا من هاتفك الثابت فلا تتردد في استخدامه" تمثل دراسة، أو هذه النصيحة "الذكية": "عند الحديث يفضل ألا يتحرك المتحدث".. وما خفي أعظم!

من حسن حظي أو سوئه، وبينما أهمّ بكتابة مقال عن "الدراسات الانبراشية"، كشفت جمعية حماية المستهلك للزميلة "الحياة"، عن أن المواطن السعودي ينفق نحو 30% من دخله الشهري على الاتصالات بأنواعها كافة، وقد سبق وأن نشرت الجمعية رقما عن أسعار دقيقة الهاتف المتنقل في السعودية وأتت بمقارنات وأرقام بلا مصدر رسمي.. لكن ما لا تعلمه الجمعية الموقرة، والأمر ليس دفاعا عن شركات الاتصالات - التي أتحفظ على بعض ما تقدم - أن المملكة في المرتبة (35)، من أصل 161 دولة، في سلم الدول الأقل في سلة أسعار مجمل خدمات الاتصالات، بحسب الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) الذي يحسب النسبة المئوية لإنفاق الفرد على خدمات الاتصالات الأساسية (الاتصالات الثابتة، الاتصالات المتنقلة، والنطاق العريض الثابت) من دخله السنوي المتاح، وأزيدك من "الحقائق" رقما، فإن متوسط إنفاق الفرد السعودي على خدمات الاتصالات من دخله المتاح يصل تقريبا لـ1.5%! وكل هذه الأرقام، ونحن، نقول لـ"الجمعية": لا تستغلي حاجاتنا وعواطفنا لتمرير المعلومات المغلوطة، فبيع الأوهام لم يعد مربحا في زمن الوعي!. والسلام.