هذه المرة لم يكن بشار الأسد في حاجة إلى تزوير الانتخابات، فالشعب الذي يعيش على وقع أصوات الرصاص، واستبدل رائحة الخبز برائحة البارود، قرر أن يمارس ديموقراطية "السلامة" قبل أن ينام، فاختاره رئيسا لولاية ثالثة.
وبهذا يكون الناخب السوري المشارك قسرا في هذه اللعبة الدموية، ممن لن يصحو يوما ويجد أشلاء من يعيش معهم حوله.
خرج الناخبون بعدها إلى الشوارع للاحتفال بفوز الرئيس، وكانت هذه من ضمن سيناريو اللعبة، فالفوز كان مفاجئا، وأعاد الحياة لأرواح من تبقى من الشعب السوري الذي ينتظر حتفه. وحتى هذا اليوم السعيد لم يمر دون أن يسكب فيه الدم، فقتل العشرات وأصيب المئات بأعيرة نارية فرحا وغبطة، وهذا أمر طبيعي فحب الرئيس يقابله ضريبة عالية الكلفة و"بالروح بالدم".
المزعج حقا في هذه المناسبة الرائعة، أن الرئيس المنتخب لم يجد من يهنئه بهذا الفوز التاريخي من رؤساء دول العالم، في وقت يتلقى فيه رئيس مصر الجديد عبدالفتاح السيسي، سيلا يوميا من رسائل التهنئة والتبريكات، ولعل بشار سيكتفي بتهنئة روحاني إيران وأربع دول أخرى؛ لأن البقية الباقية مازالت تمارس دورها المؤامراتي ضده.
كل هذا لا يهم، المهم أن الشعب قال كلمته، وكيف لا يقول الشعب كلمته وقد عاش ثلاثة أعوام من الرخاء الدموي، قتل فيها أكثر من 162 ألف شخص بينهم 8 آلاف طفل و6 آلاف امرأة، وهناك نحو 18 ألف مفقود في المعتقلات، وتحولت أرض الشام إلى ساحات معارك للكتائب المقاتلة.
نعم، الشعب يختار القاتل بشار الأسد رئيسا، إلى أن يتوقف الرئيس عن الصمود أو ينتهي الشعب.