قد يتساءل البعض عن سبب الفتور السريع في العلاقات الاجتماعية، وتدهور حالة البعض عاطفيا أو حتى اجتماعيا، مع أنهم يحاولون جاهدين التمسك بمثل هذه العلاقات! ما كلمة السر في إنجاح مثل هذه العلاقات الإنسانية؟ هل أننا نفتقد إلى المهارات العاطفية أو الاجتماعية اللازمة لاستمرارية مثل هذه العلاقات؟! أم أن البعض موهوبون وخارقون للعادة بسبب تمسكهم ونجاحهم في إقامة الروابط الدائمة والثابتة مع الآخر؟!. لا أعتقد أن هناك كلمات سر أو أمور خارقة للعادة تضمن لنا الاستمرارية في التعامل مع من يحيط بنا، إنما توجد "خريطة طريق صغيرة" لأي علاقة.. إن تمسكت بالعمل "ببنودها" فهي ستؤدي حتما إلى إنجاحها.
إن أهم هذه "البنود" هو تجديد العاطفة.. وهذا ينسحب أيضا على العلاقات الاجتماعية، إن "تحديث" العواطف بين فترة وأخرى أمر مهم لضمان ديمومة العلاقات واحتواء الفتور. فتجديد العلاقة ترياق مفيد لعلاج الملل أو العطب المفاجئ في أي علاقة أو صداقة متشنجة. إن بعض المشاعر لها روتين ممل بعض الشيء، مما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى برودة في العلاقة مع الآخر، أو قد يسبب صدأ عاطفيا يجتاح مشاعرنا، فيؤثر حتما بالسلب على مسار حياتنا الطبيعية. كي نضمن المحافظة على استمرارية العلاقات، يجب علينا أولا محاولة معرفة الوقت الذي نحتاج فيه إعطاء هذه العلاقة دفعة من "التحديث"؛ كي نضمن أن تؤتي هذه العملية ثمارها. كما يجب علينا الحرص على أن نعرف مواضع الزلل عندنا لنصلحها ومكامن الخلل عند غيرنا لنتجاوزها. تجديد العلاقات وتحديثها له صور شتى، ومن أكثرها شيوعا هي الهدايا التي لها تأثير ساحر عند المتلقي، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم "تهادوا تحابوا".
وفي الأخير عندما نكون سعيدين ـ سنكون سببا في إسعاد الآخرين ـ مما يؤدي بالتالي إلى حياة طبيعية إن لم تكن مثالية.