رغم أن العيون الحارة "الاستشفائية" بمحافظة العارضة بجازان يقصدها زوار خليجيون من خارج المنطقة، إلا أنهم يصطدمون بواقع الإهمال الذي تعيشه هذه العيون النادرة، والتي أصبحت مجرد "برك" تتكدس بها النفايات، وخالية تماما من الخدمات بل تحولت إلى مصدر لنقل الأمراض، في وقت تبرأت فيه هيئة السياحة والآثار بجازان على لسان مديرها المهندس رستم كبيسي، من مسؤولية ما آل إليه حال العين من إهمال، مؤكدا أن الموضوع لدى إمارة وأمانة المنطقة.

فيما أوضح رئيس المجلس البلدي بمحافظة العارضة جبران سحاري، أن المجلس ناقش الموضوع مع البلدية التي لم تضع يدها على العين ولم تنشئ المباني الموجودة داخلها والتي كانت من قبل هيئة السياحة، مشيرا إلى أن العين مملوكة بصك شرعي، ولكن لم يتم معرفة أي جهة تمتلكها؛ فالبعض يؤكد أن ملكيتها تعود للسياحة ومنهم من يقول إنها لشخصية إدارية بالمنطقة، وما زالوا في المجلس يبحثون للوصول إلى الحقائق.

وبين السحاري، أن بلدية العارضة تقوم حاليا ببعض أعمال النظافة البسيطة لكنها لم تتمكن من معرفة ملكيتها، وحاولت أن تضمها تحت يد البلدية لكن ملكيتها بصك هو ما يعيق ذلك، قائلا "إذا كانت ملكيتها تابعة لسياحة جازان فعليها أن تقوم بالسياحة بوجهها الحقيقي، وإن كانت مملوكة للشخصية الإدارية سنطالب بإعادة النظر فيها".

وفي ذات السياق، أوضح الناطق الإعلامي ببلدية العارضة محمد الجابري، أن البلدية تقوم بأعمال النظافة للموقع فقط، أما تطويره فقد عزمت البلدية سابقا طرح مشروع تطوير للموقع، إلا أنه تمت معارضة السياحة على الموقع.

ورصدت "الوطن" أمس مدى الإهمال الكبير الذي وصلت إليه هذه العيون التي طمست النفايات معالمها، وتفتقر لأبسط الخدمات كوجود الحمامات ولا توجد سوى مبان متهالكة، رغم الوجود الكثيف لزوار معظمهم قدموا من دول الخليج والمناطق المجاورة بقصد السياحة الاستشفائية.

وأكد خالد الشمري، زائر من دولة الكويت، أنه قطع الآف الكيلومترات للوصول إلى موقع العين الحارة، مبديا استياءه من وضعها الحالي وسوء الخدمات فيها، لافتا إلى أنها أصبحت ناقلة للأمراض بدلا من العلاج.

وأضاف ناصر اليامي، القادم من منطقة نجران، أن العين من أفضل العيون الحارة لكنها تفتقد إلى الخدمات والنظافة، مشيرا إلى أنه زارها قبل نحو 8 سنوات وكانت أفضل مما هي عليه الآن، مطالبا المسؤولين بالاهتمام بها وتطويرها للأفضل.