على الرغم من تأكيدات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعدم إجبار أصحاب محلات الورود والهدايا على عدم بيع الورود أو الهدايا التي تكتسي باللون الأحمر بسبب ما يعرف بـ"عيد الحب" أو "الفلانتيان"، إلا أن الكثير من أصحاب هذه المحلات فضلوا عدم بيعها حسب ما رصدت "الوطن" في عدد من المناطق أمس.


اختفاء اللون الأحمر

واستطلعت "الوطن" آراء عدد من أصحاب هذه المحلات في جدة وبالتحديد في شارع التحلية وفلسطين وغيرهما، حيث أكد أصحابها أنهم لن يبيعوا الورود الحمراء أو هدايا الحب التي تكتسي باللون الأحمر، وذلك على الرغم من عدم وجود تعليمات تمنع بيعها.

وأضاف المعلم حسن، ويعمل في أحد هذه المحلات، أنهم اعتادوا على عدم بيع هذه الورود الحمراء في اليوم الذي يتزامن مع ما يعرف بـ"عيد الحب" سواء كان هناك تعليمات بعدم بيعها أو لم تكن.

وفي ذات السياق، استمر البعض في بيع الورود الحمراء بالقرب من الإشارات المرورية التي يبيعها عادة باعة متجولون واعتاد أهالي جدة على مصادفتهم طيلة أيام هذا الأسبوع.

وهو ما حدث في مكة المكرمة، حيث رصدت "الوطن" انتشارا لبائعي الورود عند الإشارات المرورية، وكانوا يبيعون ورودا حمراء، في حين لم ترتفع أسعارها فحافظت على سعرها الأول بقيمة 5 ريالات لكل وردة، وذلك في ظل غياب واضح من دوريات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وفي عسير، كانت الأمور مختلفة بعض الشيء حيث بيعت الورود الحمراء بشكل عادي، ولم يكن هناك أي تحفظات حول بيعها من قبل أصحاب المحلات. إلا أن اللافت في الأمر أن كثيرا من المحلات أغلقت أبوابها على غير العادة.

من جانبه، أكد رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعسير الشيخ عامر عبدالمحسن العامر لـ"الوطن" أن فرق الهيئة الميدانية لم تلاحظ خلال عملها لهذا اليوم ما يثبت وجود مخالفات شرعية واضحة كالاحتفال وخلافه ولم يتم ضبط أي بضائع. وأضاف "كنا حريصين أشد الحرص على عدم الإضرار بصاحب أي بضاعة أو محل، وكان التركيز يقتصر على ما يثبت أنه مخالفة شرعية من النظرة الأولى".


جدل إلكتروني

وفي الوقت الذي لم تشهد فيه الشوارع أو المحلات التجارية أي ممارسات علنية احتفالا بهذا اليوم، فضل الكثيرون الدخول إلى وسائل التواصل الاجتماعي لتظهر حالة من الجدل ممزوجة بالسخرية وإلقاء النكت، وإدراج بعض الفتاوى التي تحرم الاحتفال بعيد الحب. وفي موقع "تويتر" ظهرت كثير من الهاشتاقات التي غرد فيها الآلاف حول هذه المناسبة وشهدت الكثير من الجدل الديني والاجتماعي بالإضافة إلى أن المناخ العام السائد في معظم هذه التغريدات كان يشير إلى رفض المناسبة جملة وتفصيلا لدوافع دينية بالإضافة إلى الأسباب الاجتماعية الأخرى التي تمنع الاحتفال بمناسبة ليست من الدين الإسلامي أو الأعراف الاجتماعية العربية حسب ما ذكر بعض المغردين.