قال قاص سعودي إن "القصة" سبقت "الشعر"، و إن "الشعراء" حاولوا تحجيمها، وأرجع عالمية "القصة" لانتشارها في الديانات والكتب القديمة، وشيوع فنها، ذاهبا إلى أن القصة متطورة ولا وصاية فيها فلا رواد لها أو آباء، وهناك من يقلل من قيمتها إما لجهل أو لمجرد التقليل.
ودعا القاص عبدالحفيظ الشمري، خلال كلمته مساء أول من أمس في ندوة "القصة في المملكة.. تاريخ ونشأة وريادة" التي نظمها نادي الأحساء الأدبي، تزامنا مع اليوم العالمي للقصة، بمشاركة القاصين محمد الشقحاء، وخالد اليوسف، وعبدالعزيز الصقعبي، وأدارها الروائي محمد المزيني، إلى ألا يكون اليوم العالمي لـ"القصة" مجرد احتفاء شكلي. وقال: بلوغ القصة العالمية لم يكن للنقد أو النقاد دور فيه، معرباً عن مخاوفه من عالمية "القصة" بسبب الإنترنت، وخلط القصة القصيرة بفنون جديدة مثل القصة القصيرة جداً والنص المفتوح، مضيفاً أن زميله القاص الشقحاء تمتاز قصصه بالحضور في الفكرة وتكثيف المعنى، واهتمامه بالمحكي والاختصار والمضمون الواحد والصراع المحدود جداً والشخصيات المجردة، وميله إلى الرومانسية والجرأة في الطرح.
وذكر الشمري أن رواد العمل السردي لم يكونوا بجرأة الجيل الجديد، ويغلب عليهم الاحتشام وهذا سبب وسمهم بالمحافظة والتأثر الشديد بمن حولهم أو بالمحيط "أدب المحاكاة".
وأبان اليوسف أن المنجز السعودي في القصة بلغ 1000 مجموعة قصصية خلال 70 عاماً، وأصبح منجزا حاضراً في معظم الدول العربية، وانتقلت إلى العالمية من خلال الترجمة وهي البوابة التي أوصلته إلى دول أجنبية كثيرة، خصوصاً بعد ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، إذ نقلت نصوص كتاب القصة السعودية بجهود فردية وعلى أيدي أساتذة جامعات وطلاب في الأدب الإنجليزي، وكثيراً من المحترفين في الصحافة المحلية والأجنبية، وهناك كتب كثيرة تخصصت في القصص القصيرة السعودية باللغة الإنجليزية، مشيرا إلى المجموعة القصصية الصادرة عن نادي الباحة الأدبي للقاص حسن البطران، التي احتوت نصوصاً بالعربية وترجمة لتلك النصوص باللغة الإنجليزية.
فيما أكد الصقعبي أن القصة القصيرة ظلمت في الآونة الأخيرة، وأن الناشرين لا يعترفون بها مطلقاً ويرون أن الرواية أهم، وأن القراء يتهافتون على الرواية وفقاً لما يقرؤون ويسمعونه في وسائل الإعلام المختلفة، ورغم ذلك تبقى القصة القصيرة فنا جميلا وصعبا. وأضاف قائلا: المبدع المتمكن يكتب النص القصصي بوجوهه المتعددة سواء نصاً قصيراً أو طويلاً أو قصيراً جداً، وأن كتابة النص القصير جداً مغامرة، فثمة فكرة قد تكون صالحة لنص قصصي تجهض عندما تقدم كنص قصير جداً، مشدداً على أنه من لا يستطيع كتابة القصة القصيرة بشكلها الطبيعي فلن يقدر أن يكتب نصاً روائياً أو قصصاً قصيرة جداً. وكان محمد الشقحاء، استهل الندوة، بالإشارة إلى أن القصة القصيرة في المملكة، لامست الهم والوجع الإنساني في المدينة وفي القرية اجتماعياً بكثرة، وفتحت النوافذ الأخرى متطرقة للديني والسياسي بحذر، كما تلمست الموت والطفولة والعلاقات البشرية بين الجنسين "مشاعر وأحاسيس"، موضحاً أن الدراسات النقدية عن منجزنا في تصاعد منذ الاحتفاء بكتاب الدكتور منصور الحازمي "فن القصة"، وواكبت ذلك رسائل جامعية في درجتي الماجستير والدكتوراه تتناول فن القصة القصيرة، وإصدارات كرسي الأدب السعودي بجامعة الملك سعود في الرياض، معرباً عن شعوره بالفخر بالمنتج القصصي السعودي.