أتصفح الوجيه في مناسباتنا العامة فأخرج بحقيقة واحدة عن وطن لم شتاته ووحد أرجاءه الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، وتتضح الصورة الجلية في أي مناسبة عامة، حيث تجتمع الجهات الأصلية والفرعية تحت خيمة وطن أمن مستقر.
لا أتحدث عن المناسبات الرسمية وإنما أتحدث عن مناسباتنا الاجتماعية البسيطة، في أقصى قرية سعودية، ففيها ومنها نعرف مساحة الأمن والرخاء ومكتسبات حياة بشرية يفخر بها الإنسان السعودي في زمن تتقاذف بمن حولنا محن الحياة وفتن العصر وقلاقل السياسة.
آخر مشهد من مناسباتنا السعودية رسمها المواطن عبدالله بن علي بن عفتان، محتفيا بوزير الخدمة المدنية السابق محمد الفائز بحضور خليط من الوجوه القمحية التي ترسم خارطة وطن من أقصاه إلى أقصاه.. الشيخ محمد الحديثي، الشيخ محمد العسكري، الشيخ علي بن عبود، والمتحمي وبن مجثل.. الشهراني، القحطاني، العسيري، النجدي، من أرجاء الوطن تركيبة اجتماعية سعودية تقاربت وتآلفت وتحابت على ما يرضي الله.
لوحة الوطن المعبرة يرسمها الرجال الرموز أبناء الملك عبدالعزيز في إطار متلاحم متعاون يتحلى بالوفاء والصدق في مواطن اللقاء وعدم الشماتة بالأعداء، على الجانب الآخر مظاهر توغر الصدور تلك اللوحات الباهتة التي ترسمها بعض القبائل "المهايطة" بحفلات مستقلة عند تخرج أبنائها أو مزايين بعارينها ومزادات تيوسها وبجاحة شعرائها.. حفلات بهرجة مترفي القرية الآمنة، توحي لنا بنعرة الجاهلية والمجاهرة بالمعصية وإذا لم نضع حدا لهذه المزايدات فسنرى قريبا قنوات فضائية لكل قبيلة، والذي ما يشتري يتفرج على عنجهية وغرور المال والتنافس المحموم ليس في العلم والدين وإنما في بيع الدين بعرض من الدنيا نستجير بالله!