ليلة شتوية، وملامح الثقافة المحلية تكسو المكان، وإذا بـ4 جمال يتقدمها ذلك الرجل العجوز بلحيته البيضاء وبندقيته القديمة وابتسامته التي تلمحها عن بعد، عندما كان يقوم بالاستعدادات النهائية لعرضه الذي أسماه "على خطى عبدالعزيز".

"الوطن" استوقفت ذلك العجوز وتعرفت عليه وهو إبراهيم الرويشد ذو الـ65 عامـا، مبتسـم لأنه سيقـضي الفترة الحالية في مكان يحمل عبق الماضي، وذكريات طفولته، ولأنه يشارك في المهرجان الوطني للتراث والثقـافة "الجنادرية" للمرة الرابعـة.

وقال الرويشد إنه يلبس "المرودن" لأنه يعطي انطباعا عن الماضي، وشكلا جميلا عند لباسه بعد أن يتم وضع المحزم المخصص لحمل البندق ومستلزماته من فوقه، مشيراً إلى أن ثوب المرودن ذا الأكمام الطويلة عند التحرك بسرعة أو الرقص يعطي شكلا وتمازجا جميلا.

وعند سؤال الرويشد عن البندقية التي يحملها، قال إنه يطلق عليه اسم "المقمع"، مبيناً أنه من الأسلحة القديمة التي استخدمها سكان الجزيرة العربية قبل مئات السنين في الحروب، وأما اسمه فمأخوذ من "القمع" الذي يوضع على عين البندقية، حيث يعد من الأسلحة قصيرة المدى، وينبغي على مستخدمه الإلمام بفنون الرماية مع الاقتراب من الفريسة أو الهدف الأمر الذي يضمن وصول الطلق الناري للهدف.

وقال الرويشد متحدثا للصحيفة بعد التفاف الشباب من حوله هو وجماله: "إن هناك فجوة بين شباب اليوم وكبار السن ومن هم في نفس عمره، مضيفاً "الفروقات بيننا كثيرة ويجب أن تندثر وأن نتقارب في أفكارنا، فأنتم يا شباب اليوم ستحملون لواء تراثنا وثقافتنا".

وأوضح الرويشد أنه يستقبل خلال سنوات مشاركته في الجنادرية، من يسألون والحريصين على التعلم وحفظ الموروث الثقافي، مبيناً أن المملكة مترامية الأطراف وكل منطقة لها طابعها الخاص، وعلى أبناء المناطق أن يهتموا بموروثهم الثقافي وما تزخر به المملكة عموماً من هذا الموروث الغالي على قلوب المواطنين.