لفتني قبل عدة أيام منظر إحدى الأمهات ومعها ثلاثة أطفال، اثنان منهما يحملان جهازا حديثا، أما الثالث فقد كان صغيرا، لا يتجاوز الرابعة من عمره، وما إن بدأت الأم بالتسوق حتى قامت بنداء ابنها الأكبر؛ ليعطي أخاه الصغير جهازه الإلكتروني، وتتفرغ بنفسها؛ للتسوق من دون أي إزعاج وصخب منه!.
المنظر تقريبا بات عاديا في نظر الجميع، ولكني حينها تساءلت: "إذا كانت الأم تشتري راحتها بضرر طفلها، فكيف سيكون الوضع في البيت أمام التلفاز والكمبيوتر وأجهزة الجوالات؟!"
لكن أتحدث عن ضرر ومخاطر تلك الأجهزة على صحة وعقول أطفالنا؛ فهي معروفة للجميع، ولكن لماذا منذ صغرهم يعتمدون على التكنولوجيا الحديثة لأجل تسليتهم وترفيههم؟!.
وأنا حقيقة أتمنى لو أنها تستبدل بالمجلات المصورة، والكتب التي تطور من سرعة البديهة والإدراك، وتنمي لديهم المواهب والقدرات، وغيرها الكثير.
الزبدة: ليس من المعقول أن نجعل أبناءنا الصغار ضحايا بريئة للتكنولوجيا والأجهزة الإلكترونية الحديثة، فالتطور ليس فقط باقتناء أحدث الأجهزة وأفضلها، بل بتطور العقول والأفهام، وكل شيء إذا زاد عن حده انقلب ضده.