• بدأت الخطة التنموية التاسعة بعد مرور أربعين عاماً على أول خطة من نوعها قطعت البلاد خلالها مراحل نهضوية شاملة على مستوى المدن والقرى وأهم من ذلك الارتقاء بمستوى المواطنين العلمي والاجتماعي فكانت نقلة هائلة بكل المقاييس رغم ما اعتور مسيرة الخطط السابقة من عراقيل ومعوقات.
لكننا نتفاءل خيراً بالخطة الوليدة لأنها تأتي مسلّحة بترليون وزيادة من الريالات والحرص الشديد من القيادة على أن يقوم كل مسؤول في الدولة بواجبه على خير وجه.
والمُؤمَّل أن يصاحب ذلك كلَّه المزيد من محاربة الفساد والرقابة الدقيقة والتسامي على المناطقية والأنانية وأن يحب المرء لغيره ما يوده لنفسه لنكون جديرين بوطن كرّمه الله بالعقيدة والمقدسات والثروات الطائلة.
• قبل يومين ودَّعْنا شهر رمضان المبارك واستقبلنا عيد الفطر السعيد وما زلنا نعيش أفراحه ثم يقبل يوم الحج الأكبر وكلها مناسبات فاضلة ينعم المسلمون بها إذا أحسنوا العمل فيها وتجردوا للطاعات وتخلوا عن أوضار النفس وأنابوا للخالق العظيم وتقيدوا بأوامره ونواهيه ولم يعبدوا إلا إياه.
وعيد الفطر يأتي تتويجاً لشهر عامر بالصلوات والزكوات والقربات ليفرح المؤمنون بما أضافوا إلى أرصدتهم من حسنات تقربهم إلى الله زلفى وتعتق رقابهم من النار وتدخلهم جنات النعيم حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت.
والعيد فرصة لصلة الأرحام وتواصل الجيران وإزالة الضغائن ودفن الأحقاد وفتح صفحات نقية من العلاقات الإنسانية.. والسعيد من أمسك بزمام المبادرة وكان القدوة الصالحة لغيره من الأقارب والأصدقاء وعامة الناس فكان له قصب السبق بالتسامح مع الآخرين والتعامل مع الجميع بالمحبة وسعة الصدر وبشاشة المحيا (وتبسمك في وجه أخيك صدقه) ولو أن كلاّ منا سلك هذا النهج لأوجدنا مجتمعاً فاضلاً بكل المقاييس.
إن الحياة الدنيا مهما طالت قصيرة.. وهي جسر يعبره الإنسان إلى حياة سرمدية إما أن تكون نعيماً مقيماً أو جحيما نعوذ بالله منه.
ومادامت حياتنا الدنيا بهذه الحجم فإنها لا تستحق أن نشغلها بالهم والغم والكيد وسوء الأخلاق.. والعاقل من كرّسها لمستقبل أخروي يحقق له السعادة الأبدية.. وكل عام وأنتم بخير.