يحسب لمواقع التواصل الاجتماعي - في جانبها المضيء - أنها تؤسس للحوار، وتبادل الأفكار.. وربما تنجح في ذلك مستقبلاً.

خلال الأيام الماضية، شهد "تويتر" العديد من النقاشات حول حديث الأمير متعب بن عبدالله عن الانتخابات، وهو يؤكد تأييده لها شريطة أن يتعلم المجتمع ثقافة الحوار.

كانت الوجهات والرؤى حول ما قاله الأمير متباينة إلى حد بعيد، فمنها المؤيد دون قيد أو شرط، ومنها المعارض دون مواربة.. فيما آراء أخرى كانت جديرة بالتأمل والنقاش.

بالنسبة لي، أجد أن ما قاله الأمير واقعي إلى حد بعيد، وأنا أرى كل يوم تبادل تهم التخوين والعمالة وتلفيق التهم، وتشويه الصورة، بين من يعجزون عن محاورة بعضهم بعضا.

ربما بالفعل نحن شعب لم يتعلم الحوار، ولم نجد البيئة المساعدة لتعلم هذا الفن الرفيع من العلاقات الإنسانية.. ففي المدرسة، أنت مجبر على تلقي ما يلقن لك دون رأي، وفي المنزل يعيش معظمنا سطوة الأب، وغياب رأي الأم.. وفي العمل، ربما تبقى حبيس مرتبتك دون ترقية لو تجرأت في مناقشة رئيسك حول قراراته أو أوامره.

يغيب الحوار حتى عن شوارعنا التي لا يقبل فيها "رجل المرور" على سبيل المثال؛ مجادلته في سبب الإيقاف أو المخالفة..

اعتدنا أن نقول "سم وأبشر" حتى نصل إلى مساحات الأمان المفترضة، فيما ننقض كذئب جائع عندما تحين فرصة الانتقام..

الحقيقة، هناك نقطة ربما أختلف فيها.. وهي مسألة من يسبق الآخر: الانتخابات أم الحوار؟

المجتمع، أي مجتمع، لن يتعلم الحوار حتى يشعر باحترام رأيه، وأحقيته في التعبير والاختيار.. عندها سيبادر إلى إبداء وجهة نظره، وهو على ثقة بأنه يمارس نوعاً من أنواع "التصويت".

أعتقد جازماً بأن مجتمعنا لن يتعلم الحوار بشكل حقيقي، حتى يشعر بقيمة رأيه، وتلسعه نتائج الانصياع للفئوية والميول والعنصرية والقبلية والثقة العمياء.. كما فعلت ذات يوم "انتخابات المجالس البلدية".